كنت اتمنى ان يكون خروج رئيس الهلال المستقيل الأمير عبدالرحمن بن مساعد الإعلامي المكثف خصوصاً الفضائي متزامناً مع تحقيق "زعيم" الأندية الآسيوية منجزا كبيرا او على الأقل يكون الهلال في أفضل حالاته الفنية كما استلمه قبل سبع سنوات. الا ان رئيس الهلال قُدم فضائياً وكأنه الرئيس الذهبي الذي حصد جميع البطولات، وسجل رقماً قياسياً تجاوز من خلاله الرؤساء الذهبيين الذين سبقوه، وهو الذي لم يحقق خلال فترة رئاسته للنادي من 2008-2015 الا سبع بطولات فقط، بطولتان للدوري وخمس لكأس ولي العهد وهو عدد قليل جدا لا يتوازى مع الامكانات الكبيرة التي يمتلكها كبير آسيا. استلم الأمير عبدالرحمن بن مساعد الهلال وهو البطل شبه الدائم لبطولات الدوري وهي البطولة المحببة لجماهيره والتي تعد المقياس الحقيقي لعمل إدارة إي ناد فبطولة الدوري تحتاج عملا شاقا جداً طوال الموسم، وهنا يعد عمل إدارته خلال الثلاث سنوات الأولى ناجحاً بتتويج الفريق بالدوري مرتين متتاليتين الثانية بدون أي خسارة على الرغم ان تحقيق الانجازات في بداية عهد إي إدارة يكون للإدارة السابقة دور كبير في هذا المنجز؛ فالبطولات لا تأتي بين يوم وليلة وللأمانة شهد النادي خلال هذه الفترة نقلة نوعية كبيرة بتواجد البلجيكي جيرتس والرباعي الأجنبي المميز الا ان هذا العمل توقف؛ فالفوضى كانت حاضرة خلال الأربع سنوات الأخرى والتى اكتفى فيها الفريق ببطولتي كأس ولي العهد وهي بطولة لها مكانتها وحجمها الا ان بطولات خروج المغلوب لايمكن ان تقيس عمل الإدارة. وعلى الرغم من انه يسجل لإدارة الأمير عبدالرحمن زيادة مداخيل النادي الإ ان هذه المداخيل لم توظف بشكل مثالي لمصحلة الفريق فذهبت لصفقات محلية لا يمكن بإي حال ان تحلم بارتداء قميص الهلال. بطولة الدوري التي لم يحققها الهلال خلال الأربع سنوات الماضية لم تعد بذات الصعوبة ولا تحتاج الأرقام المالية الفلكية؛ فالفتح توج بذهبها بميزانية لاتتعد 10% من ميزانية الهلال والنصر عاد للواجهة بعد غياب طويل فكل ماتحتاجه هو العمل المنظم والتخطيط المدروس والتعامل مع اللاعب المحلي تحت شعار مصلحة النادي أولاً؛ فالمجاملات التي شهدتها الكشوفات "الزرقاء" هي السبب الرئيس في وصول "زعيم" آسيا لهذه الحال؛ فالهلال بإمكاناته المالية والعناصرية لايمكن بإي حال ان يكون بعيدا هذه المدة عن البطولة الكبرى. عندما انتهت الفترة النظامية الأولى لرئاسة الأمير عبدالرحمن كانت هناك مطالبات باستمراره؛ فالفريق توج بخمس بطولات منها بطولتا دوري احداهما بإنجاز تاريخي غير مسبوق وكان خروجه في ذلك الوقت مناسبا حتى يصبح مطلبا جماهيريا في فترات مقبلة الا ان تلك الأصوات التي طالبت باستمراره لفترة ثانية هي التي طالبت برحيله بعد تراجع الفريق وابتعاده عن البطولات. خلاصة القول: كان بإمكان الأمير عبدالرحمن ان ينضم للرؤساء الذهبيين لنادي الهلال الا انه للاسف الشديد ودع النادي وهو فقير فنيا ومديون مالياً.