×
محافظة المنطقة الشرقية

وفاة فلبيني وإصابة شخصين في مصنع «إسفلت» بالدمام

صورة الخبر

جاسم العبود التغير النمطي في أسلوب الحياة وطبيعتها يستدعي مواكبة مستمرة ومعالجة سريعة للأمور والتعامل مع أي مشكلة أو خلل بشكل فوري ولا مجال للتسويف أو التأجيل، بالأمس كان العمل يكتفي بحضور الموظف لمقر عمله والقيام ببعض الأعمال لعدة ساعات وانتظار آخر الشهر ليتلقى راتبه الشهري، تغيّرت الحياة وبرز مفهوم المنافسة بين الموظفين وعليه قامت الشركات والمؤسسات بتطبيق نظام تقييم الأداء الوظيفي، بعض الشركات ذهبت أبعد من تلك المرحلة وسنحت الفرصة لموظفيها للعمل من خارج مكاتبهم سواء من منازلهم أو من مقاهي الإنترنت عبر شبكة (الإنترنت) وبذلك يتم تقيم وتقدير أدائهم بكمية إنتاجهم بغض النظر عن عدد ساعات حضورهم في مكاتبهم وقد أظهرت نتائج دراسة مسحية أجرتها شركة ( أروبا نتوركس) أن 42% من الموظفين العاملين في دولة الإمارات العربية المتحدة أكدوا أنهم يؤدون أعمالهم بكفاءة أعلى من منازلهم مقارنة بأدائهم في مكاتبهم، أصبح الموظفون في هذه الشركات يعملون بسرعة أكبر ويقدمون التضحيات لتحقيق مردود ربحيّ أكبر وهذه ثقافة غيّرت ظروف وكيفية وأسلوب العمل والعلاقات والاتصالات بين أفراد المجتمع وأصبحت الحياة كالماراثون، الجميع يلهث من أجل معيشة أكثر قيمة ومعنوية رامين خلف ظهورهم كثيراً من العادات السلبية واللقاءات الاستهلاكية التي تؤثر في استغلال الوقت المتاح وتقود إلى انخفاض الإنتاجية وتدني جودتها. نمط الحياة المتسارع وضع الجميع أمام عديد من التحديات ولا عذر للتأخير تحت أي ظرف أو حجة والقوة الوحيدة والمناص الوحيد القادر على الوقوف أمام دكتاتورية هذه التحديات لمسايرة الركب ومتطلبات روح العصر هو استخدام قوة السرعة في تحقيق المصالح وقهر الصعاب والتغلب على المشكلات والعوائق وتهيئة الظروف بالتخطيط والجدول اليومي وتدوين المهام المطلوب إنجازها وعدم الاعتماد على الذاكرة حتى لا تتكالب المهمات والواجبات ونجد أنفسنا تحت طاحونة ضغوط الحياة المتسارعة وينتهي بنا المطاف إلى العجز والتخلي عن مسؤولياتنا وواجباتنا الوظيفية والأسرية والاجتماعية. ظروف الحياة العصرية المتسارعة تفرض علينا كيفية تناول ظروفها العملية والاجتماعية والأسرية والترفيهية واجتماعاتنا وحواراتنا، كافة هذه التفاصيل يجب أن نتناولها عبر برنامج يومي يساعدنا على التخطيط من اللحظة التي نستيقظ فيها إلى اللحظة التي نستلقي على سريرنا مرة أخرى للنوم في نهاية اليوم ندوّن فيه جميع المهام والواجبات وأولوياتها لمسايرة متطلبات الحياة العصرية ومواكبة الركب المتسارع للإمساك بوسام النجاح. أيام قلائل ويطل علينا عام جديد فلنجعل منه عام تغيّر في نمط حياتنا بالتخطيط والجدولة اليومية وأخذ العبرة من هفواتنا وتقصيرنا والنظر بعين التفاؤل لحياة جديدة تعزز طريقة تعاملنا مع الناس من حولنا بعيداً عن الغضب والانفجار العصبي وبهذا المنهج حتماً سنعيش حياة أفضل وأكثر انسجاماً وقبولاً من الأمس مما يطور أداءنا الوظيفي والاجتماعي والأسري.