أدرك أعداء الأمة أن ضرب الدين الإسلامي في جوهره الحضاري هو الحل الوحيد لكسبهم معركة الصراع القوي مع هذا الدين العظيم، فكانت قوتهم في أن يأتوا لأجيالنا بأفكار الغلو والتكفير وما شابه مما ليس من أخلاقنا، وليس من ديننا في شيء. ومن هذا المنظور تحدث العديد من الأحداث الإرهابية من زوايا واهية منها الاندماج في تنظيمات أو جماعات مشبوهة يغلب عليها الوهم وتنطلق من الهلوسات نتيجة الجهل والتضليل بالإجرام الإرهابي المرفوض من الأديان، والمرفوض من الجذور العربية.. بل لا تصنف إلا في خانة الجنون والارتباك. وكانت حرب الفئة الضالة معركة أخرى، أولها النصر مع الصبر فمن ينصر الله ينصره، أيضًا من هذا المنظور أدرك الملك عبدالعزيز بنظرته السليمة وعبر تربيته الإسلامية التاريخية أن الإسلام هو الدين القادر على النمو فأكد وعمل بموجب هذا التأكيد أن الدولة السعودية لابد أن ترتكز أولًا وأخيرًا على الشرع الإسلامي وفي هذا فليتنافس المتنافسون، ولا تزال المملكة العربية السعودية حتى اليوم تسير على هدي ونهج الملك عبدالعزيز المؤسس حتى اليوم، ومن هذا المنطلق جاءت كلمة الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين التي ألقاها نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة في حفل افتتاح المؤتمر العالمي "الإسلام ومحاربة الإرهاب": "إنكم لتجتمعون اليوم على أمر جليل يهدد أمتنا الإسلامية والعالم أجمع بعظيم الخطر جراء تغول الإرهاب المتأسلم بالقتل والتعصب وألوان شتى من العدوان الآثم.. متمترسًا براية الإسلام زورًا وبهتانًا وهو منه براء فضلًا عن الخسائر الفادحة في الأرواح والبنيان.. والخطر الأعظم على أمتنا أن هؤلاء الإرهابيين الضالين المضلين قد أعطوا الفرصة للمغرضين والمتربصين بالإسلام أن يطعنوا في ديننا ويتهموا أتباعه الذين يربو عددهم عن المليار ونصف المليار بجرم هذا الفصيل السفيه الذي لا يمثل الإسلام من قريب أو بعيد.. والمملكة العربية السعودية لم تدخر جهدًا في مكافحة الإرهاب فكرًا وممارسة بكل الحزم وعلى كل الأصعدة.." انتهى. وإنني أقول: إن هذا المؤتمر جاء في وقته الصحيح حتى نقف ضد هذا الوباء القذر الذي ابتلينا به، هذا الإرهاب الذي لم يحقق ذلك التمادي غير الهلاك، ولأوطانهم غير الإصرار على متابعة مكافحتهم حتى النهاية، مهما كلف ذلك من تبعات ومن سنوات، لأن الإرهاب لا دين له وهو ينتهي بانتهاء ظروفه.. ومن غرر بهم لابد أن يدركوا ويعرفوا أن منطق السلطة لا يقبل أنصاف الحلول ولا يمكن أن يهادن الظالم لأن ظلمه ليس على نفسه فقط، وإنما ظلمه على وطنه وعلى أمته وعلى حقوق العامة وعلى حرياتهم وأمنهم وتطورهم البشري كله.. ولقد فسدت ادعاءات الإرهابيين عندما قالوا: إنهم يجاهدون في سبيل الله، فكيف يتحول قتل النفس الآمنة بغير الحق إلى جهاد في سبيل الله. أخيرًا.. لو بحثنا في جوهر العديد من القصص والأحداث الإرهابية.. لوجدنا الجزء الأكبر منها مجرد استخدامات خاصة للإرهابيين.. منها الغلو والتطرف والتكفير. * رسالة: عندما تجري الخيانة مجرى الدم في العروق تكون الكارثة على أسرة الخائن.. الإرهاب خائن. maghrabiaa@ngha.med.sa