فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر من مرة على سعي ورغبة موسكو في تطوير التعاون مع الاتحاد الأوروبي، نافيا ما يتردد من اتهامات وتقارير استخباراتية بتدخل موسكو في القضايا الأوروبية الداخلية، اتهمت أجهزة الاستخبارات الألمانية روسيا بالعمل الممنهج على تقويض العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة. وركزت وسائل الإعلام الألمانية على تقارير أعدها جهاز الاستخبارات الفيدرالي الألماني بالاشتراك مع المكتب الاتحادي الفيدرالي لحماية الدستور، وذكرت أن موسكو تقوم منذ سنوات بالضغط على دول الاتحاد الأوروبي، عن قصد، لتأزيم الصراعات الاجتماعية الموجودة، خاصة في الدول الغربية"، وساعية في الوقت نفسه إلى "التشكيك في العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة". وأفادت مصادر أوروبية بوقوع خلافات داخل الحكومة الألمانية مؤخرا، بشأن كيفية تقديم هذا التقرير إلى أعضاء البوندستاج "مجلس النواب الاتحادي في ألمانيا"، وما إذا كانت هناك ضرورة لإطلاع الرأي العام على محتوى هذا التقرير. التأثير على الانتخابات كان مسؤولون في الحكومة الألمانية قد أكدوا في نهاية ديسمبر الماضي أنهم يدرسون بعناية انتشارا لم يسبق له مثيل لمعلومات في تقارير للمخابرات بشأن جهود روسية للتأثير على الانتخابات البرلمانية الألمانية المقررة في سبتمبر 2017. وأكدت وكالة المخابرات الداخلية "بي. إف. في" أن هجوما إلكترونيا في ديسمبر الماضي على منظمة الأمن والتعاون في أوروبا استخدم نفس الأدوات المرصودة في تسلل إلكتروني عام 2015 استهدف البرلمان الألماني نُسب إلى مجموعات روسية تحمل اسم "إيه.بي.تي28". وشددت وكالة المخابرات الألمانية على أنها رصدت تشكيلة متنوعة من أدوات الدعاية الروسية و"استخداما ضخما لموارد مالية" لتنفيذ حملات تضليل تهدف إلى زعزعة الحكومة الألمانية. استخدام كافة الوسائل في هذا السياق، أشار المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، إلى أن بلاده تتعامل مع ظاهرة لها أبعاد لم نشهدها من قبل، مشددا على أن حكومته ستستخدم كل الوسائل المتاحة للتحقيق في انتشار أخبار زائفة على الإنترنت، مؤكدا أن أفضل وسائل الرد هي المزيد من الشفافية، فيما أعلن الرئيس البلغاري روسن بليفنيلييف أن روسيا تحاول زعزعة استقرار أوروبا عن طريق البلقان، مشيرا إلى أن لدى موسكو طرقا عديدة لتقويض وحدة الاتحاد الأوروبي. وأكد في الوقت نفسه على أن روسيا تستخدم الدعاية وتمول القوى اليمينية المتطرفة في أوروبا التي تناهض التكامل الأوروبي.