×
محافظة المنطقة الشرقية

المنتخب السعودي الأول يواجه نظيره العراقي اليوم في تصفيات كأس آسيا

صورة الخبر

لعيد الأضحى مكانة كريمة في قلب كل مسلم بما يرمز إليه من التضحية والفداء والطاعة والامتثال لأوامر الله -سبحانه وتعالى- التي جسدها سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما السلام- في موقف إيماني عظيم، كما أن له دلالات ومعاني جليلة وعظيمة ليس لارتباطها بالابتهاج والفرح، وإنما لكون هذا العيد يعمق في نفس الإنسان المسلم قوة الإيمان الصادق بتقديم الغالي والنفيس في سبيل الله ونصرة دينه وإعلاء كلمته، وفي سبيل عزة الأوطان وكرامة الأمة، وتجسيد ذلك في واقع الامتثال بالممارسة والعمل، وكون عيد الأضحى يأتي تتويجاً لوقوف جموع الحجاج في عرفات الله يعظمون الواحد الأحد.. الفرد الصمد -جل جلاله- امتثالاً لأمر إلهي في ميقات زماني ومكاني واحد وبقلب واحد يرجون عفو الله ومغفرته وثوابه، فإنه لقاء سنوي إسلامي مهم يشارك فيه ملايين المسلمين الذين يتوافدون إلى بيت الله الحرام من كل أرجاء المعمورة ليؤدون مناسك الحج الذي فرضه الله على عباده من استطاع منهم إليه سبيلاً، في مشهد إيماني تعبّدي ووحدوي عظيم. إن فريضة الحج التي ارتبط بها تقديم التضحية كتأكيد وتعميق لمعنى كون الإنسان المسلم يتحلى بقيم التضحية والفداء، لا تعني مجرد العبادة لله فحسب، وإنما تعني جملة من الدروس الحياتية التي تعين المسلمين في تجسيد معنى استخلاف الله للإنسان في الأرض من خلال تنمية مقدرته واستثمار قوته، وتعزيز جسور التلاقي بين أبناء الأمة الإسلامية في وحدة واحدة تجمعهم وتؤلف فيما بينهم، وأهم تلك الدروس التي يجب على المسلم أن يستوعبها من فريضة الحج وأدائه لها هو درس الوحدة الإسلامية التي تجسدها الملايين المحتشدة في البقاع المقدسة والتي ليست في جوهر عملها التعبدي وفي مظهرها الخاضع والخاشع لله إلّا تجسيداً لوحدة الأمة الإسلامية، هذه الوحدة التي يجب العمل على تنميتها وتماسكها، وعلى استثمارها في مواجهة كافة التحدّيات التي تتعرض لها الأمة الإسلامية، وتفرض على المسلمين أن يكونوا في مثل هذا الموقف المتوحد والمتماسك في تحمّل مسؤولياتهم في الحياة الدنيا، وفي مواجهة كافة التحدّيات الحضارية والعصرية، والتصدي للتآمرات التي تحاك ضدهم، وفي عملية بناء وتغيير حياتهم إلى الأفضل، لكي يرتبطوا أكثر بمعنى تكافلهم وتآزرهم وتضامنهم، بل واستشعار وحدتهم التي هي أساس قوة الإسلام، وأساس فعلهم المنتصر، ولكي يستثمروا هذا التجمع السنوي الهائل فيما يعزز من قوة الأمة وتلاحمها، وإثراء ملكاتهم الاجتهادية ووعيهم الحقيقي الصادق بالإسلام وبمهامه في كل مرحلة تاريخية، وليتعرفوا على أحوال بعضهم البعض -وإن كانوا شعوباً متعددة- إلّا أنهم يجتمعون في عقيدة التوحيد الواحدة وتحت راية الإسلام الخالدة. وبالتأمل في الظروف المحيطة بهذه المناسبة الدينية الجليلة سنجد أنه بقدر ما هناك من يبتهج ويفرح بهذا العيد، فإن هناك شعوباً إسلامية تتألم وتئن وتتمزق وتعيش كل أنواع وأشكال الحزن والألم بسبب الصراعات والاقتتال وأعمال الإرهاب، وأن الظروف الراهنة التي تعيش في ظلها الأمة العربية والإسلامية تحمل الكثير من المخاطر والمؤامرات التي تستهدف وجود هذه الأمة وحقها في الحياة، فلاتزال فلسطين والأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس الشريف تئن تحت وطأة الاحتلال الصهيوني الغاصب وغطرسته وبطشه دون أن يحرك العرب والمسلمون ساكناً، كما أن ما يجري في سوريا من قتال وتدمير وخراب وتشريد ومعاناة يعكس جسامة الخسارة الفادحة التي يتكبدها العرب والمسلمون، إلى جانب ما يحدث في العراق من مجازر يومية يذهب ضحيتها العشرات من الأبرياء بدون أي ذنب، وما تعانيه اليمن ومصر وليبيا وتونس، وبمعنى أوضح دول ما سُمّي ب(الربيع العربي) من فوضى وانفلات في الأمن وتدهور مستوى معيشة الناس، ومن أعمال إرهابية بشعة من قبل عناصر الإرهاب والتطرف، وإقلاق لأمن واستقرار مجتمعاتها ليس لها من هدف سوى تدمير الأمة وتمزيق أوصالها، وهو ما يحتم على العرب والمسلمين أن يتجاوزوا كل الأسباب والعوامل التي زرعت الشقاق والتمزق والخلاف وأشعلت الحروب والقتال فيما بينهم، لأن كل ذلك يتناقض مع ما يوجبه ديننا الإسلامي الحنيف الذي يُحرم سفك الدماء ويُحرم الاقتتال بين الإخوة ولأي سبب كان.