لم يفض اجتماع دام ثلاث ساعات ونصف الساعة بين كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ووزير الخارجية الأميركي جون كيري ليل الإثنين - الثلثاء، إلى أي اختراق ملموس في شأن العودة إلى المفاوضات أو وقف القطار الفلسطيني المتجه لنيل الشرعية الدولية في الأمم المتحدة، وإن كان بحث مسارات عدة لتفادي خطوات أحادية، ووضع خطوطاً عريضة للعودة إلى المحادثات، من بينها إمكان وقف الاستيطان في القدس المحتلة. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جينيفر بساكي: «ليست هناك آلية أميركية لخطة سلام... وليست هناك خطط لتقديمها»، مضيفة أن العودة إلى المفاوضات «تحتاج الى شريك فاعل... وليس هناك دليل على ذلك اليوم». وفي انتقاد ضمني لخطوات التوسيع الاستيطاني التي اتخذها رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قالت: «اذا كانت هناك نية لاستئناف مفاوضات السلام، نريد أن نرى أفعالاً بهذا الاتجاه». وتابعت أن الولايات المتحدة تعتبر أن «على الطرفين التحرك» من أجل حل الدولتين، و»لن نتحرك إلا إذا اعتبرنا أن الأمر سيكون مثمراً». وقال الجانب الفلسطيني إن كيري يحاول إنعاش عملية السلام وتفادي مواجهة في الأمم المتحدة مع الفلسطينيين، كما يحاول احتواء الوضع في الأراضي الفلسطينية ومنع انتفاضة ثالثة بسبب الاحتقان الداخلي والتوسع الاستيطاني الإسرائيلي. من جانبه، قال عريقات إنه طلب من كيري دعم التوجه الفلسطيني في الأمم المتحدة كونه «لا يتعارض مع مساعي السلام». ونقل «حالة إحباط» أميركي بسبب التوسيع الاستيطاني وخوف واشنطن من ممارسة حق النقض (الفيتو) ضد أي مبادرة فلسطينية لترسيخ الحدود في الأمم المتحدة من دون حدوث تقدم في المفاوضات. وقال عريقات في بيان منفصل: «بينما وصل الوضع في القدس المحتلة الى مرحلة الغليان، فإن إعلانات إسرائيل الاستيطانية الأخيرة (666 وحدة جديدة) تشكل صفعة لكيري والمجتمع الدولي والشعب الفلسطيني وللسلام». وحض «المجتمع الدولي، بما في ذلك الإدارة الأميركية على دعم مبادرتنا لاستصدار قرار من مجلس الأمن لتحديد موعد نهائي لإنهاء الاحتلال». يذكر أن الإدارة الأميركية تدرس اقتراحاً لاستئناف عملية السلام يرتكز إلى وقف الاستيطان واستكمال المفاوضات من حيث توقفت الربيع الماضي، في مقابل تجميد الخطوات الفلسطينية في الأمم المتحدة. وقد تباشر واشنطن في عرض هذا الاقتراح بعد الانتخابات النصفية للكونغرس. وشارك في لقاء كيري - عريقات كل من رئيس الاستخبارات الفلسطينية ماجد فرج، والسفير الفلسطيني معن عريقات، وعن الجانب الأميركي مساعد كيري في عملية السلام فرانك لونستين.