قررت «لجنة الستين» المنتخبة لصياغة مشروع دستور لليبيا، الانتقال الى خارج البلاد نظراً الى الظروف الأمنية وأسباب لوجيستية تعيق مزاولتها أعمالها، ما أدى الى تخلفها عن إنجاز المهمة الموكلة إليها في الموعد المحدد لذلك العام الماضي. وانتخبت اللجنة في شباط (فبراير) 2013، ورأسها العضو السابق في المجلس الانتقالي علي الترهوني. واتخذت من مدينة البيضاء (شرق) مقراً لها في ظل شغور 13 من مقاعدها الستين، نتيجة مقاطعة الأمازيغ وتعثر الاقتراع في عدد من المناطق بسبب تهديدات أمنية وفوضى. وقوبلت أعمال اللجنة بانتقادات لـ «بطئها» و «إسراف» في مرتبات أعضائها، إضافة إلى ضغوط من الإسلاميين الذين اشترطوا أن تحتوي مقدمة مشروع الدستور على عبارة تفيد بأن الشريعة هي «المصدر الوحيد للتشريع»، خلافاً لدستور الاستقلال (1951) الذي اكتفى بالإشارة إلى أن «الإسلام دين الدولة» وأن «الأمة مصدر السلطات». ورجحت مصادر مطلعة نقل اللجنة أعمالها إلى مالطا. وقال الناطق باسمها الصديق الدرسي إن نقل مقرها لا يتنافى مع القانون الذي أنشئت بموجبه. وعزا ذلك إلى أسباب لوجيستية كالانقطاع المتكرر في الكهرباء والاتصالات وخدمات الإنترنت. لكن عضو اللجنة التومي الشيباني أبلغ «الحياة» أن نقل اللجنة أعمالها إلى الخارج يعود إلى الوضع الأمني الذي يحول دون استضافة خبراء دوليين لاستشارتهم في صياغة بنود متعلقة بعمل الجيش والشرطة وقضايا الحكم المحلي (للأقاليم والمحافظات). وأكد الشيباني أن غالبية مؤلفة من 24 عضواً من أعضاء اللجنة صوتت لمصلحة نقل مهماتها إلى الخارج في مقابل 14 اعترضوا أو امتنعوا عن التصويت. وأشار إلى أن اختيار مالطا مقراً لم يحسم بعد، في انتظار التشاور مع الأمم المتحدة في ما يمكن أن تقدمه من تسهيلات في هذا الشأن. ولفت إلى أن بعض أعمال الصياغة ستتواصل في البيضاء وأن اللجنة حريصة على استكمال مهماتها في غضون ثلاثة أشهر، ليعرض مشروع الدستور على استفتاء يدعو إليه مجلس النواب المنعقد في طبرق. على صعيد آخر (أ ف ب)، أعلن الأمين لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس، أن الحلف «يشعر بقلق شديد نتيجة الوضع الرهيب» في ليبيا، مشيراً الى استعداد «الأطلسي» تقديم «الدعم لأمن» هذا البلد الغارق في الفوضى. وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي في روما بعد لقاء مع رئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رنزي، إن «الحلف مستعد لدعم أمن ليبيا كما طلبت الحكومة الليبية»، موضحاً أن هذا الدعم «سيزيد من أهمية إيطاليا» في إطار الحلف. وأوضح ستولتنبرغ أن «طائرات مسيّرة ستتمركز في (قاعدة الحلف) في سينيونيلا (صقلية) ابتداء من العام المقبل». وكرر رنزي، الذي تستضيف بلاده عشرات آلاف اللاجئين الذين انطلقوا من الأراضي الليبية، دعمه السلطات الشرعية التي تتخذ من طبرق (شرق) مقراً لها، معرباً عن الأمل في أن تتيح جهود الوساطة التي تقوم بها الأمم المتحدة التوصل إلى «سلام دائم».