محمد أفزاز-الدوحة انطلقت اليوم بالعاصمة القطريةالدوحة أشغال مؤتمر "يوروموني قطر 2014" وسط تأكيد من جانب المسؤولين القطريين على عدم إلغاء أي من مشاريع مونديال 2022، في وقت تشهد فيه أسعار النفط بالأسواق العالمية موجة انخفاض هي الأقوى منذ أربع سنوات، وقد كانت لها تداعيات على الدول المنتجة للذهب الأسود. وقال الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثانيرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية القطريفي افتتاح المؤتمر إن استمرار النمو الاقتصادي في قطر مرتبط بالتطورات والتوجهات في الاقتصاد العالمي. وأضاف أن انعقاد المؤتمر يأتي في ظل وجود مؤشرات على تباطؤ النمو العالمي، واستمرار التباين في الأداء الاقتصادي بين مختلف مناطق العالم، في حين شدد على أن المشاريع المرتبطة بمونديال 2022 تحظى بالأولوية، إلى جانب تنمية وتطوير المواطن القطري. وتعتزم الدوحة إنفاق 210 مليارات دولار في غضون سبع سنوات لإنشاء طرق وملاعب وشبكة للمترو ومدينة جديدة استعدادا لاحتضان التظاهرة الكروية العالمية. رئيسالوزراء القطري: مشاريع المونديالتحظى بالأولوية (الجزيرة) قلق متزايد من جانب آخر، قال وزير المالية القطري علي شريف العمادي إن هناك قلقا متزايدا من تباطؤ النمو الاقتصادي في عدة مناطق في العالم، في حين تشهد أسواق الطاقة والسلع والمعادن حركة تصحيح قوية أدت إلى تراجع الأسعار إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات، وهو ما أدى إلى انخفاض أسعار النفط بنسبة 30%. وأشار العمادي -في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر- إلى أن هناك توقعات باستمرار الانخفاض في الأسعار باتجاه مستويات أدنى ولفترات أطول، مما سيكون له تداعيات على الدول المصدرة للنفط والغاز. وأكد العمادي أنبلاده ماضية في تنفيذ الإستراتيجيات والبرامج والمشاريع طبقا لجدول زمني محدد، وأضاف "نعمل على تنفيذ كافة مشاريع البنية التحتية المرتبطة بالاستعدادات لاستضافة مونديال 2022، ولن يتم إلغاء أي منها". وبشأن تداعيات هبوط أسعار النفط على قطر، ذكر عبد العزيز الغريري نائب الرئيس التنفيذي ورئيس مركز البحوث الاقتصادية بالبنك التجاري القطري أن انخفاض أسعار النفط لن يؤثرفي قطر على المديين القصير والمتوسط. وزير المالية القطري: هناك قلق متزايد من تباطؤ النمو العالمي (الجزيرة) وعزا ذلك في تصريح للجزيرة إلى احتواء البلاد على احتياطي مالي من بين الأفضل في العالم، وفائض في الموازنة والميزان التجاري، علاوة على توفر سيولة كافية لتنفيذ المشاريع الكبرى، ومنها مشاريع المونديال. ولفت الغريري إلى أن تراجع الأسعار قد ينطوي على فوائد، لعل من أبرزها ارتفاع حصة الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) -ومنها دول الخليج- في السوق، على اعتبار أن هذا التراجع سيزيد شهية الدول المستهلكة لاستيراد المزيد من النفط، مما سيرفع من حجم الطلب العالمي. سياسة التنويع من جانب آخر، نبه الاقتصادي القطري المتخصص في السياسة النقدية خالد الخاطر إلى أنه كان من المفترض أن يضع صناع القرار الاقتصادي بالدول النفطية في حسبانهم حدوث انخفاض في الأسعار، إذ إن الموارد الطبيعية -خاصة النفط- تظل دائما عرضة لتقلبات الأسعار وانخفاض الطلب في مقابل زيادة العرض. وقال الخاطر للجزيرة نت إنه لا مجال أمام هذه الدول سوى أن تسلك طريق التنويع الاقتصادي، مشيرا إلى أن دول الخليج بدأت جهودا على هذا المستوى منذ ثلاثة عقود، لكنها ظلت بطيئة. وأوضح أن نجاح سياسة التنويع رهين بتنمية الرأسمال البشري، وإصلاح القطاع الخاص، وتفكيك البنية الاحتكارية في الأسواق، وبناء قاعدة صناعية وبنية تحتية قويتين. القطاع المالي وشدد محافظ مصرف قطر المركزي الشيخ عبد الله بن سعود آل ثاني خلال افتتاح مؤتمر "يوروموني قطر 2014"على ضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات الاحترازية لمواجهة التحديات التي تواجه صناع السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية عبر العالم، مبرزا أهمية وضع رؤية مستقبلية تساعد على تعزيز دور القطاع المالي في دعم الاقتصاد العالمي والمساهمة في نموه. وقال الشيخ عبد الله بن سعود إن دور البنوك المركزية يواجه ضغوطا متزايدة مع استمرار التوجه العالمي في الاعتماد على السياسات النقدية التيسيرية لتحفيز الاقتصاد، مشيرا إلى أن هذه السياسات تحمل في طياتها مخاطر مالية وارتفاعا للدين.