×
محافظة المنطقة الشرقية

اجتماعي/ معرض تثقيفي عن أضرار التدخين بالأحساء

صورة الخبر

كنا ولا زلنا نصرخ بأصواتنا وندين بأقلامنا ونشجب بأفلامنا هذه العنصرية أو الطائفية المقيتة التي تجلت في الرسوم المسيئة من مجلة "شارلي إيبدو". ولم نكد نحشد المؤيدين لنا كمسلمين عند كل المحايدين في أنحاء العالم الذين تضامنوا معنا ضد إساءات وتجاوزات المجلة الفرنسية. ولم نزل ونحن في "حمى" هذه السخونة التي حصدت الاستهجان من فعل المجلة ثم الاستنكار من ردة الفعل القاتلة التي تولى كبرها أخوان مسلمان تم قتلهما لاحقاً، حتى فوجئنا ونحن في ظل معركة العظم الدائرة بين الفصيلين المتطرفين "المجلة الساخرة وغلاة المنتقمين" بفعل دموي شنيع وبشع ويتلبس – ادعاءً وكذباً- بلبوس الإسلام وأعني حرق داعش الطيار الأردني معاذ الكساسبة، وهو محتجز في قفص حديدي، وبث هذا المشهد على العالم كله ليحصد هذا الفيلم قصب الأولوية في البشاعة والشناعة والفظاعة والوضاعة التي يمكن أن يوصف بها كل من يُقدم على مثل هذا الفعل. ورغم كل الإشارات التي تصدر بين الحين والآخر مؤكدة على أن داعش نتاج استخباراتي أو القول بأنه صناعة بريطانية - أميركية – إسرائيلية، إلا أن كل هذه التخرصات – إن صحت أو لم تصح - فإنها في كل حال لا يجب أن تشغل المسلمين عن الأهم من ذلك كله، وهو الآثار السلبية على الإسلام، فالواضح أن داعش ماض بقوة لافتة وسرعة ملحوظة في تشويه الإسلام ووصمه بالدموية والعنف والسادية. وأنا لا أخشى على تشويه الإسلام عند غير المسلمين ولكنني صرت أخشى أن يطال التأثير السلبي لسلوكيات داعش أبناء المسلمين الفطريين الذين قد ينفروا من هذا الدين تبعاً لضعف التحصين أو بسبب الانغماس في ما تروجه بعض الوسائط وتدعو إليه من خلال الحياد الذي يعني التخلي عن الأديان عموماً بحجة ما تورثه العقائد والأديان من صراعات وجدليات بين الحق والباطل. وبالتالي فإن على علماء المسلمين ومنظماتهم الصامتة "مجمع الفقه الإسلامي وندوة الشباب الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي والأزهر والجامعات الإسلامية.. إلخ"، أن يجتمعوا في مؤتمر حاشد ومشهود ويبحثوا ظاهرة التطرف التي تتنامى ابتداء من القاعدة ثم النصرة ثم داعش، وتبيان موقف الإسلام وسماحته وإصدار إعلان واضح لا لبس فيه من كبار علماء المسلمين يجلي موقفهم من ممارسات هذه التنظيمات وما جنته على الإسلام، والوصول إلى وضع أطر وشروط واضحة للجهاد الذي صار نهباً لكل مارق ومتطرف. لقد ترتب على علماء المسلمين واجب حماية هذا الدين من كل مظاهر التطرف التي يمارسها خوارج هذا الزمان الذين صاروا "يفخخون" هذا الدين و"يفجّرون" أصوله وأركانه التي قامت على الوسطية والعدالة والدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن. لم يعد كافياً أن يخرج إلينا عالم أو شيخ أو داعية برأيه الانفرادي فيما تفعله داعش ومثيلاته، ولكن الأمر صار يقتضي تأصيلا فقهيا لعلماء الأمة تتبناه المجامع الإسلامية بكافة تفرعاتها وأغراضها ويعلن على الملأ وتتواصى الدول الإسلامية على الأخذ به وتطبيقه.