×
محافظة مكة المكرمة

جدة.. ارتفاع أسعار الأضاحي و"الأمانة": مهمتنا "إشرافية"

صورة الخبر

--> من المفترض دائماً أن النقد الموضوعي يشتمل على ذكر المحاسن والمساوئ، الايجابيات والسلبيات، النجاحات والإخفاقات .. ولكن أن يسير النقد في اتجاه واحد يرى المساوئ ويغض طرفه عن المحاسن فهذا يعني أننا بصدد نقد غير موضوعي !! هناك عملية نقد غير متزن لكيان يحفظ لمجتمعنا خصوصيته وتفرده وهويته الإسلامية، لهيئة تحمل عن المجتمع واجب الآية الكريمة: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)؛ الهيئة لا تعمل في فراغ ولكن تعمل في بيئة متغيرة ومتجددة ومن ثم حري بالهيئة وقادتها أن يجتهدوا في تطوير أفكارهم وأساليبهم بما يتناسب مع المتغيرات المحيطة فالإدارة الحديثة تعلمنا أن المؤسسات ـ أياً كان نشاطها ـ التي لا تتوافق مع المتغيرات المحيطة تنتهي وتندثر وهذا ما لا نقبله ولا نتمناه للهيئة ومنسوبيها. نقد غير متزن لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويبدو أن المنتقدين في أقصى درجات تفاؤلهم يتمنون يوماً أن تختفي الهيئة وتزول وفي أقصى درجات تشاؤمهم تتحول إلى كيان (شكلي) لا يأمر ولا ينهى وينحصر دوره في المناداة من السيارة (الصلاة ... الصلاة). كان من الواجب على المتنفدين قبل أن يتحدثوا عن ممارسات سلبية لأفراد عاملين بالهيئة كان عليهم أن يتصفحوا منجزاتها، عليهم أن يخبروا أنفسهم ويخبرونا بجرائم ومخالفات كشفتها الهيئة ومجرمون ومنحرفون أوقفتهم ومنعت شرهم عن الناس. قبل أن يتحدثوا عن سلوك سلبي لمحتسب عليهم أن يعرضوا على أنفسهم وعلينا نماذج لمحتسبين تفانوا وتميزوا وأبدعوا في عملهم. ربما أكون منصفاً أو متحاملاً إذا عبرت عن يقيني بأن عدد كبير من المنتقدين للهيئة وممارساتها يرون دائماً أن الإنسان يملك حريته في مسلكه وأفعاله مما انعكس على موقفهم من الهيئة تحديداً لأنها الجهة المعنية بوضع قيود على حريات تنتهي عند خطوط تمس قيم المجتمع وهويته، لذلك ربما نريحهم فنغير مسمى الهيئة مع أني لا أتفق مع دعاة تغيير مسمى الهيئة لأن المسمى الحالي يرسخ في مجتمعنا فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويجعلها دائماً حاضرة أمامنا لندرك أن علينا كأفراد واجبات في هذا الشأن تفرضها شريعتنا علينا ويجب أن نتمسك بها لأنها تجلب لنا الخير وتدفع عنا الشر وإلا لما فرضت علينا!! ولكن في ذات الوقت أتفق مع الدعوة لتطوير أداء الهيئة ومنسوبيها، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له مراتبه التي تتدرج من التعريف إلى الوعظ بالكلام وهناك حاجة للبحث عن أساليب جديدة وابداعية لتحقيقها وتحديد الظروف الملائمة لتطبيقها ولست هنا أعلم من المختصين في هذا الشأن. أيضاً لا يوجد أعظم من ثقافة التعلم من الأخطاء، بالتأكيد هناك حالات معينة في ممارسات منسوبي الهيئة شهدت أخطاء متكررة ومن ثم تتضح أهمية تحديد هذه الأخطاء وسن القواعد التي تكفل عدم تكرارها. نقطة أخرى تتعلق بالقصور الواضح لدى الهيئة في تسويق أنشطتها وانجازاتها وحتمية التعامل المحترف مع أية شوائب تؤثر سلباً على صورتها الذهنية خاصة في ظل موجة النقد المستمر الذي تتعرض له الهيئة. وقبل كل ذلك الفكر الذي يقود الممارسات فالهيئة لا تعمل في فراغ ولكن تعمل في بيئة متغيرة ومتجددة ومن ثم حري بالهيئة وقادتها أن يجتهدوا في تطوير أفكارهم وأساليبهم بما يتناسب مع المتغيرات المحيطة فالإدارة الحديثة تعلمنا أن المؤسسات ـ أياً كان نشاطها - التي لا تتوافق مع المتغيرات المحيطة تنتهي وتندثر وهذا ما لا نقبله ولا نتمناه للهيئة ومنسوبيها. مقالات سابقة: د.صالح الرشيد القراءات: 1