كل الوطن، أسامة الفيصل، بيروت:التجربة الحقيقية والمُرة التي عاشهايوسف شتيوي ووالدته وضحة الحسن، على مدى 30 عاماً، كتغريبة فلسطينية مصغرة، شاء الله أن تنتهي بلقاء الولد مع والدته في لقاء اتسم بالفرح والحزن، دموع الألم امتزجت بدموع الأمل.. في مخيم البص في صور جنوب لبنان... لنرى جميعاً في لحظات المأساة المستمرة عبر ثلاثة عقود والتراجيديا "الحكائية" التي أعادت صوغ واقعنا الحالي بمفردات الماضي وألم الحاضر؛خوفاً وهجرة قسرية، ورحيل الأجداد والآباء والنسوة اللاتي يحملن أطفالهن و"صرر" حاجياتهم فوق رؤوسهن، لتتجسد حكاية الفلسطيني بكل تفاصيلها؛ تهجيراً وإبعاداً وتضحيات ونفي ونضال وحلم بالعودة وبناء الدولة والإستقلال التام. 3 عقود من الفراق هي حكاية ليست من الخيال ولا من كتاب ألف ليلة وليلة... بل حكاية حقيقية عاشتها عائلة فلسطينية في لبنان قبل 3 عقود من الزمن، حين تفرّقت وتشرّدت وعادت لتلتقي من جديد في مخيم البص صور، لتنهي رحلة العذاب والفراق وسط ذهول ودموع الفرح التي طغت على اللقاء... فيوسف شتيوي الذي غادر وعمره سنتين لبنان مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، بعيد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، فذهب إلى تونس وبعدها إلى رام الله، ومن ثم إلى مخيم البص ليلتقي بوالدته بعد ثلاثين عاما من الفراق القسري.. وشرح شتيوي كيف عرف بوجود والدته في لبنان من خلال مناشدة لها للرئيس محمود عباس لمساعدتها من أجل العلاج، فواصل البحث إلى أن عرف بوجودها في مخيم البص. فقرر أن يلتقي بها. ويقول شتيوي أن الرئيس أبو مازن أعطى أوامره للسفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور لإجراء ترتيبات اللقاء، وهذا ما حصل. لم أصدق ويقول شتيوي خلال لقاء صحفي مع صحيفة "اللواء" اللبنانية: "لم يكن لديّ أمل بالعثور على عائلتي، لم أصدق أنني وصلت إلى بيروت، وأنني سأرى والدتي وأخوتي، اليوم فرحي لا يوصف، إنني سعيد جداً، وستبدأ مرحلة جديدة من حياتي مع عائلتي التي حرمت منها طويلاً على مدى 30 عاماً، لقد غادرت بيروت طفلاً صغيراً، وكان عمري سنتين، اليوم أعود إليها أبا". ويضيف يوسف لحظة اللقاء بوالدته بأنها مؤثرة: لقد عرفت أمي من دموعها، وهي تردد "يا يمي.. يا يوسف اشتقتلك"، لقد عرفتني ولم ترني، فأسرعت إليها وحضنتها، وقبّلت يدها ووجنتيها، وقلت لها لن نفترق ثانية، سأعود إلى فلسطين، وسأحضر مجدداً إلى لبنان مع عائلتي، فأنا متزوج ولديّ ولد "عمار" وابنة "لامار"، كي أعرّف العائلة عليهم، ويبقى التواصل إلى الأبد، أريد أن أعوّض عن سنوات الفراق".