×
محافظة المنطقة الشرقية

تداول تضع نظاما جديدا

صورة الخبر

رواياتهم بين بحرين تحت هذا العنوان، أقامت مبادرة كلنا نقرأ التابعة لبرنامج تاء الشباب فعاليتها التي أُقيمت مساء الاثنين (7 سبتمبر) بالتعاون مع مركز عبد الرحمن كانو الثقافي، والتي استضافت فيها الناقد الدكتور فهد حسين، والروائية فوزية رشيد، إلى جانب الروائيتين فتحية ناصر، ومنيرة سوار، لمناقشة الرواية البحرينية بصورتها الحديثة والقديمة. وانطلقت الفعالية بعرض فيلم قصير استعرض تاريخ الرواية في البحرين، منذُ أبصارها النور في مطلع ستينيات القرن الماضي، ليفتتح بعد ذلك باب الحوار، وتناول أطراف الحديث عبر حوار مفتوح حول تجارب الروائيات المشاركات، الذين يمثلون حقب مختلفة، إذ بدأت الروائية فوزية رشيد بالحديث عن دوافعها للكتابة، مبينةً بأن البحرين منذُ بدايات القرن الماضي وهي ملتقى الإحساس الأدبي، ومضيفةً بأن تجربتها الكتابية هي حصيلة مجموعة مشاعر، وأفكار، تداخلت مع بعضها، مشلكةً حاجة ملحة للكتابة. وبينت رشيد بأن تجربتها الأدبية انطلقت مذ كانت في عقدها الثاني، لتستمر حتى اليوم، إذ أنها عاصرت جيلي السبعينيات والثمانينيات، حيث تعد هتان الفترتان زاخرتان على مختلف الأصعدة والميادين الفكرية، والسياسية، والثقافية. ولفتت فوزية إلى أن تأثير هتان الحقبتان انعكس على كتاباتها، ودوافعها للكتابة، لتستعرض بعد ذلك مسيرتها الحياتية وما تخللها من محطات بارزة، كان لها الدور الأكبر في تشكيل موضوعاتها وأفكارها الأدبية. من جانبه، تناول الناقد الدكتور فهد حسين، المشهد الروائي مبيناً أن هذا المشهد في المملكة له ثلاث محطات رئيسية، وهي المحطة التي تمثلت في بداية الرواية، والتي تعود إلى ما قبل الستينيات وصولاً إلى السبعينيات، والتي تمتاز بتأثرها بالأعمال الأدبية والكتابات المصرية، لتجيء بعدها فترة الثمانينيات، التي أُنتجت فيها العديد من الأعمال الداخلة في نطاق المنجز السردي، والتي امتازت بطابعها وتوجهها الأيديولوجي، حيث كانت الأيديولوجيات تحكم الكتابات السردية. أما الفترة الثالثة، والتي تبدأ منذ 1995 وحتى اليوم، فتمتاز بكونها تكتب من منطلق ثقافي، إذ لم تعد الرواية مجرد بناء أحداث وشخصيات. وتوقف الدكتور فهد عند هذه النقطة، ليدعوا الكتاب الشباب للإلمام بالثقافة الشاملة، والتزود بكل معين، مبيناً أن على الكاتب أن يكتب وفي وعيه بأن هناك قارئ نموذجي، ولا يجب عليه أن يبعد القارئ من اعتباراته. وتطرق فهد في حديثه إلى المسوغات التي أدت لوجود عمل روائي في البحرين، مشيراً إلى كونها هي نفسها التي أدت لوجود ثقافي في المملكة، والتي تتمثل في البعثات الدراسية، والصحف، والمجلات، والقراءات. وتوقف ليتساءل هل أدت الرواية منذ ظهورها أي تأثير على المشهد البحريني؟ ليجيب أن تأثير الرواية يكد يكون معدوماً إذا ما قورن بتأثير الشعر، الذي يصفه حسين بـ سلطان التأثير. وعلى صعيد النقد الروائي، بيّن الدكتور فهد بأنهُ وخلال وجود الرواية في المملكة، كان منحصراً بالكتابات الصحفية النقدية، وقد استطاع هذا النقد أن يؤسس لأرضية للكتابة، وربما ساهمت الكتابات النقدية في توجيه الكتاب. الروائية منيرة سوار من جهتها تحدثت عن تجربتها، لافتتاً لكون النتاجات البحرينية لم يكن لها تأثير على مسيرتها الكتابية، ووافقتها في ذلك الروائية فتحية ناصر، التي أحالت هذا القصور، لعدم وجود ترويج للرواية البحرينية، بالإضافة لعدم وجود دور نشر تقوم بمسؤولية حقيقية تجاه نشر الكتاب. ولفتت ناصر إلى أنها فضلت الظهور على الساحة الثقافية عبر مؤلفاتها، دون أن يكون لها أي حضور شخصي، وبقيت على هذا الحال فترة طويلة، لتظهر بعدها على الساحة ككاتبة روائية، لها نتاجاتها المتعددة التي أرادت بها أن تكون صورة من صور النقد المجتمعي السليم. أما سوار التي قادتها الترجمة إلى فضاءات النشر، والكتابة، فقد انطلقت من قضايا وموضوعات أثارتها وألحت عليها الكتابة فيها، إذ بينت أن دوافع الكتابة عندها ترتكز حول هذا الأمر الكتابة هي أشبه بتفريغ ما يدور في ذاتي، لهذا فكل رواياتي تتناول قضايا أثارتني وألحت علي الكتابة عنها. واختتمت الفعالية بمداخلة عدد من الجمهور الذين تطرقوا لموضوع تأثير الرواية البحرينية عليهم كقراء، بالإضافة لجدوى الكتابات الحديثة، التي ذهب البعض للقول بأنها تفتقر لروح الرواية التي تناقش وتعرض لقضايا مجتمعية، فيما ذهب آخرون لكونها أضحت رواية معولمة متأثرة بالعصر.