اليوم تعقد الجامعة العربية اجتماعا، على مستوى المندوبين، لمناقشة آليات وخطط دعم مشروع إنهاء احتلال الأرض الفلسطينية المقدم من السلطة إلى مجلس الأمن بعد أن عطل اليمين الإسرائيلي مفاوضات السلام وتنكر للمواثيق الدولية والاتفاقيات الضامنة لقيام الدولة وقتل، بتعنته، الأمل في تحقيق صلح يقوم على مبادئ الحق والعدل. وهذا التحرك من الجامعة يعيد الأمل في أن يكون لها فاعلية في تكوين رؤية قادرة على إقناع الدول المؤيدة للحق الفلسطيني والمجموعات والهيئات الإقليمية التي تشكل ثقلا سياسيا واقتصاديا يؤثر في قناعات المجتمع الدولي. والحقيقة أن الجامعة العربية توارت عن الأنظار وتراجعت إلى الخلف واكتفت بمراقبة الأحداث الجارية وإصدار بيانات تفتقد حتى الرؤية التي يمكن أن تبني عليها مبادرات تسهم في معالجة بعض القضايا. وانتقاد أدوار الجامعة العربية وضعف تأثيرها على الأحداث وفشلها في معالجة الكثير من قضايا خلافات أعضائها وتخليها عن مسؤوليتها لهيئات دولية معروف متكرر، لكنها تبقى رمزا لمشروع وحدة الكلمة والمواقف ومظلة مقبولة من الجميع يمكن أن يتحرك تحت ظلالها المخلصون بحثا عن مخرج للمآسي المبثوثة في المنطقة. إن اختفاء الجامعة في المأساة السورية وغيابها عن حالة الاحتراب والقلاقل الدائرة على أرض اليمن يجعلها الحاضر الغائب ويلزمها بالتحرك لفعل شيء، خاصة مع أجواء التقارب والتصالح التي حركتها مبادرة إصلاح العلاقات بين مصر وقطر. ليس خافيا أن الجامعة تعكس إرادة أعضائها وقدرتهم على التعاون في إزالة الخلاف لكن مطلوب منها أن تكون لها مبادرة تحيي العمل العربي المشترك، فالظرف يدعوها لذلك والأجواء تسمح بهذا.