سيبدأ بث قناة «العرب» الإخبارية في الأول من فبراير المقبل، بحسب ما أعلنه أمس رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة ومالك القناة الأمير الوليد بن طلال. وترفع «العرب»، التي ستُبثُّ من المنامة، شعار «القصة التي تهمك». من جهته، قال مدير عام القناة، الصحفي السعودي جمال خاشقجي، إن «العرب» تريد منافسة الأوائل و«تستهدف تكوين جماهيرية ولكن في إطار الموضوعية». وأوضح، خلال مؤتمرٍ صحفي أمس في فندق «شيراتون المنامة»، أن لـ «الخبر أهمية بالنسبة لإدارة القناة التي تهتم أيضاً بالمصداقية والموضوعية واستقلالية السياسة التحريرية».بدوره، رفض رئيس مجلس إدارة شركة تليفزيون «العرب»، فهد محمد السكيت، الكشف عن المبالغ التي أُنفِقَت لإطلاق القناة. لكنه أقرَّ خلال نفس المؤتمر الصحفي بأن «القنوات الإخبارية مكلِّفة جداً». المنامة – عبدالوهاب العريض خاشقجي: لن نستطيع حل مشكلات الوطن العربي في قناة فضائية هدفنا الاستقلالية وأجندتنا الخبر.. ولن نحجب ما يهم الناس السكيت: صرفنا مئات الملايين وسنجتهد لتحقيق الأرباح نسعى لسد الفجوة بين المشاهد العربي والقنوات الإخبارية أكد الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة ومالك قناة العرب، أن إطلاق قناة العرب الإخبارية سيكون -بإذن الله- يوم الأحد الموافق 1 فبراير 2015م. كما أعلن الوليد عن تعيين فهد محمد السكيت رئيساً لمجلس الإدارة لشركة تليفزيون العرب ورئيساً تنفيذياً، وأن هذا التعيين يعكس الثقة الكبيرة في فهد السكيت وإدارة القناة. وسوف تكون قناة العرب قناة إخبارية على مدار 24 ساعة تبث باللغة العربية للمشاهدين في جميع أنحاء العالم، وستتميز القناة بتقديم الأخبار والمعلومات الصحيحة وبطرح ومناقشة الحلول للتحديات التي تواجه المنطقة؛ حيث ستستقطب آراء المختصين، وستقدم برامج إخبارية حوارية، وستهتم بآراء متابعيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتضعها في قالب جديد ومبتكر يتناسب وتطلعات المشاهد العربي. وعبر اتفاقية التعاون الحصرية مع بلومبرج، ستعنى «العرب» بتقديم آخر وأهم مستحدثات قطاع المال والأعمال العربية والعالمية، كما ستطلق باقة متكاملة من البرامج التي تغطي السياسة، والمجتمع، والسفر، والرياضة والفن. وعُقد أمس الإثنين مؤتمر صحفي في فندق شيراتون المنامة ترأَّسه فهد السكيت، وجمال خاشقجي مدير عام القناة للحديث عن القناة والتجهيزات الفنية والإدارية، ولمحة عن البرامج التي ستعرض على شاشتها، بالإضافة إلى جولة حصرية في استوديوهاتها. التمويل المالي وتحفظ السكيت خلال المؤتمر الكشف عن المبالغ المالية التي كلفتها القناة، وقال إن «العرب» كلفت ما يزيد عن مئات الملايين، مؤكداً أنه لن يستطيع التحدث عن الرقم، «القنوات الإخبارية مكلفة جدا»، وحول نقطة التعادل قال السكيت «وضعنا خطة نجتهد فيها كي نصل إلى نقطة التعادل والربحية، خلال وقت لا أستطيع ذكره حالياً»، مؤكداً أن القناة ستستمر أجيالاً وأجيالاً. وقال إن قناة العرب «أول وسيلة إعلامية تبث من وسط مجمع تجاري، وإن «اختيار مملكة البحرين مقراً للقناة، يعكس شعورنا بأمنها وأمانها وكونها منصة إعلامية مميزة». الاستقلالية والمنافسة وقال إن «القناة ستتميز بالاستقلالية والقدرة على المنافسة»، مشيرا إلى أن تعيينه رئيساً لمجلس الإدارة من قبل مالك القناة الأمير الوليد بن طلال «يعطي مؤشرا على إرادة الاستقلالية»، موضحا أن «هذه رغبة شخصية من مالك القناة الأمير الوليد بن طلال، وأن «تنقل الخبر بمصداقية وحيادية». وذكر أن القناة تتمتع بأعلى مستوى من التقنية تعد الأولى في الشرق الأوسط. وأشار إلى وجود شبكة مراسلين للقناة، مضيفا أن الهدف «الوصول إلى الخبر الذي يهم المشاهد»، موضحا «سنتميز بعديد من القضايا المهمة للمشاهد، في كل مكان، مثل مشكلات الناس وقضايا المرأة والتعليم والبيئة والأطفال». سباق الزمن واعتبر السكيت زمن الخبر العاجل والحصري انتهى، في عالم «تويتر» والتواصل الاجتماعي، موضحا «سنسعى إلى أن يكون خبرنا صادقاً ودقيقاً»، مبينا أن «اكتساب ثقة المشاهد تحتاج سنوات». وقال إننا سنحاول من خلال القناة «سد الفجوة بين المشاهد العربي والقنوات الإخبارية من خلال إثارة عديد من القضايا التي تهم المواطن العربي في كل مكان ولا يتم تغطيتها». موظف بحريني وذكر أن «قناة العرب سيكون معها موقع إلكتروني وتطبيقات على الموبايل، ويعمل عليها طاقم عمل ضمن فريق القناة». وقال إن أول موظف في القناة كان بحرينياً، مؤكدا «الفخر بكل بحريني وبحرينية في طاقم العمل، ممن أسهموا إسهاماً كبيراً»، مضيفا «ليس عندنا تحيز لأي جنسية، ولم تكن عندنا أي اعتبارات للجنسية فنحن قناة محايدة». منافسة الأوائل ومن جهة أخرى، أوضح المدير العام للقناة جمال خاشقجي أن «قناة العرب تريد منافسة الأوائل، وأن تكون جماهيرية ولكن موضوعية»، معلنا أن «أجندتنا الخبر ونقله، ولن نحجز على أي نحو من الأخبار يهم الناس، سنغطيه، سواء كان سياسياً أو فنياً أو اقتصادياً أو غيرها». وقال إن «ما يجعلنا ننافس القنوات الأخرى السياسية التحريرية أننا نريد أن نكون مستقلين وسنكون كذلك»، مبينا أن «الموضوعية والمصداقية هي أخبار العرب». وأضاف: «نؤمن بقوة الإعلام الاجتماعي، لن نعتمد على القناة فقط، بل كل الوسائط»، موضحا «أؤمن أن المستقبل لذلك الإعلام، وأن التليفزيون سيتراجع أمامه»، لكن «القناة كائن حي وسيتغير بمرور الوقت ويتطور بالنقد». حرية القناة وأوضح خاشقجي أن مالك القناة يدعم حريتها وسياستها التحريرية، مضيفا «أفضل العمل كقناة إخبارية ووسيلة صحافية وليس حزباً سياسياً»، وفي الوقت ذاته «لا أعتقد أن المطلوب منها الحديث عن المسكوت عنه؛ فالأسرار تبقى أسراراً». وحول حل المشكلات المزمنة في الوطن العربي من خلال الحوار قال خاشقجي «القناة الإخبارية لن تستطيع حل المشكلات العربية المزمنة»، مؤكداً أنه يفضل أن تعمل «العرب» كقناة إخبارية، ووسيلة صحفية حقيقية وليست حزباً سياسياً يسهم في حل مشكلات العرب، وقال «حتى لو طرحنا حلولاً سنختلف عليها؛ لذا أميل لممارسة الدور الصحفي وليس السياسي» مؤكداً أن دور الإعلام هو «مناقشة الأفكار لا تبنيها». وبين أنه «لا يوجد أي نية للعرب في إطلاق قناة إنجليزية، فهي مكلفة وبلا جدوى»، مشيرا إلى أن «العرب ستنطلق بصيغة تقليدية كقناة وحولها الوسائط الإلكترونية». وصفة النجاح ورأى أن أفضل وصفة للنجاح السعي إلى الجمهور وليس إلى المثقف النخبوي، وبخاصة أن «المنافس سيكون حول المحتوى والسرعة في التغطية»، مضيفا «نسعى أن نكون الرقم الأول، ويمكن حينها أن نكون الرقم الثالث»، معلناً إيمانه بـ «التواصل الاجتماعي، ولكنها مراحل والآن نتعامل معها كدليل»، مضيفا أن «الوسائط لن تكون بديلا عن القناة في الوقت الحالي، بل ستكون دليلاً لها ولبرامجها». وأكد أن القناة «تعبر عن الجميع، حتى في البحرين، نعطي لكل طرف حق الرد، ولا ننحاز إلى أي طرف آخر»، مشيرا إلى «وجود مراسلين في بعض مناطق الصراع، لكن تركيزنا الحصول على معلومات دقيقة في المجالات التي تهم الناس». جوائز قبل الانطلاق حصلت «العرب» مؤخراً على جائزة «مشروع العام» وجائزة «أفضل تصميم للاستوديو» لعام 2014 خلال منتدى برودكاست برو الذي عقد في دبي مؤخراً بالتعاون مع اتحاد إذاعات الدول العربية.