×
محافظة المنطقة الشرقية

أمير الشرقية يُطالب إدارة مطار الملك فهد بتشجيع استقطاب شركات الطيران

صورة الخبر

أبها علي فايع أبدى عدد من الأدباء السعوديين، استغرابهم من وجود جمعية تعمل في المملكة منذ تسع سنوات باسم «الجمعية العلمية السعودية للأدب العربي»، بعد إعلان نتائج انتخابات مجلس إدارتها الأخيرة، التي أعادتها إلى الواجهة. وتساءل بعض الأدباء عن طبيعة عمل هذه الجمعية، وعن الانتساب لها، وعن دورها في الأدب، ولماذا تعنى بالأدب العربي وليس السعودي؟!. جمعية أكاديمية وألمح الكاتب والإعلامي خالد الرفاعي، إلى أن العمل في الجمعية محصور في الأكاديميين، وقال إن الحديث عنها يدخل ضمناً في حديث طويل عن الجمعيات العلمية في جامعات المملكة، مضيفاً أنها مع الأيام أثبتت فشلها، ولم تستطع احتواء أعضائها فضلاً عن غيرهم، ولا تجاوز أسوار الجامعة الأم فضلاً عن اقتحام المشهد الثقافي المعقَّد بطبعه. ورأى الرفاعي أنّ ثمة مشكلات تعاني منها هذه الجمعيات: إدارية ومعرفية واقتصادية، جعلتها منكمشة داخل حدودها، عاجزة عن تأدية رسالتها والوفاء بوعودها. وتابع قائلاً: «يؤسفني أن كراسي بعض هذه الجمعيات محتلة من أناس يبيعون كل شيء ليشتروا الوجاهة، وربما أماتها في المهد وعيٌ إداري مغلق، لايحب المغامرة، ولا يعد لها العدة، ويكفي أن تستعرض نشاطات عدد من هذه الجمعيات لترى كيف أنها خليط من بحوث علمية تقول ولا تقول، وأمسيات أدبية باردة، ومسابقات مبيتة، وبرامج أخرى ملت من نفسها»، مشيراً إلى أن ذلك ساهم في تقليل الإحساس بوجودها لدى كثير من المهتمين، ولم يعد يلتفت إليها «طامح ولا طُمُوح»، مشدداً على أن مَنْ يرد «التفاصيل المؤلمة» فليعد إلى المداخلات التي شهدها الملتقى الثاني للجمعيات العلمية في جامعة الملك سعود. وهنأ الرفاعي أعضاء مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للأدب العربي، موضحاً أنه ينتظر منهم تقديم «نموذج واحد لجمعية علمية تليق بتاريخ الجزيرة العربية وجغرافيتها»، متطلعاً إلى أن «يطرقوا الأبواب المغلقة ولا يكتفوا بالمتاح، لأن الحرية تؤخذ ولا تعطى، كما أرجو أن يمتلكوا الشجاعة، ويغادروا الجمعية حين يعجزون عن تقديم ما ننتظره منهم، فلربما أحرج انسحابهم الجامعات، وجعلها في مواجهة مفتوحة مع نفسها وقيمها ومسؤولياتها». وعن الصبغة الأكاديمية اقترح الرفاعي، أن تكون للجمعية «وظائف متعددة، بعضها علمي يفيد منه الأكاديميون، والآخر ثقافي، يفتح الأبواب للآخرين»، مشدداً على أن «التنوع وحده قادر على أن يساهم في إخراج الجمعية من عزلتها». بحث عن المنجز وقال الكاتب والناقد محمد البشير، إنه سمع بهذه الجمعية، ويعلم أن مقرها مكة المكرمة، وعلم بمجلس إدارتها الجديد والمجلسين السابقين من خلال المتابعات الصحفية والعلاقات الشخصية ببعض أعضائها، إلا أنه طالبها «بأن تنهض بدورها في خدمة أدبنا السعودي»، وتساءل عن دورها في تقديم بحوث تخصصية في المنجز الأدبي؟ ودورها الفعلي في المؤتمرات والندوات التخصصية خلال فترتها السابقة، أو خططها المستقبلية؟. وأضاف: «لم أجد جواباً عن أسئلتي حتى على موقع الجمعية»، موضحاً أنه لم يجد فيه حراكاً يذكر، حتى من قبل أعضائه. وعن منجزات الجمعية، قال البشير: «خلال متابعتي الصحفية للأخبار الثقافية وما يحدث في ساحتنا، لم أسمع سوى عقد شراكات بينها وبين نواد أدبية ينتمي أعضاؤها للجهتين، ولم يلفت نظري خلاف هذه الشراكات، ولم أعلم بفائدة وثمرة هذه الشراكات على أرض الواقع، وإن كنت أرجو من هذه الجمعية وغيرها من المؤسسات الثقافية والعلمية والأدبية أن تقوم بجرد سنوي لما قدمته لمجتمعها، وألاَّ يعلم بذلك الأعضاء فحسب، بل على المجتمع أن يعلم بما تقوم به، فيقال للمحسن أحسنت، وللمقصر قصرت». ضعف الدعم من جانبه، أوضح أمين عام الجمعية المنتخب، الدكتور عبدالله حامد، أن الأفكار موجودة والبرامج، «ولكن من المهم أن تجد الجمعية الدعم من جامعة أم القرى». وبيَّن أن الشراكات التي وقعت مع دارة الملك عبدالعزيز لإقامة ندوة كبرى عن الشعر، باعتباره وثيقة تاريخية، والشراكة مع النادي الأدبي بالرياض، التي تم توقيعها قبل أيام، واستجابة مشجعة من نادي الأحساء الأدبي، ونادي أبها الأدبي، تجعل الجمعية قادرة على أن تقدم المأمول إذا توفر لها الدعم الذي أعاق الزملاء في المجالس السابقة. أما عضو الجمعية الدكتور أحمد بهكلي، فأشار إلى أن الجمعية، وليدة لم تجد الرعاية الكافية من الجامعة التي تبنتها، وهي جامعة أم القرى. وقال: قد تم تشكيل مجلس إدارتها ثلاث مرات منذ تأسيسها، ولم تنفذ أي نشاط لانعدام الدعم المادي، علما بأن لديها خطة جيدة تشمل إنشاء مجلة علمية أدبية محكمة ومجلة لإبداعات الشباب. وقد اتفقت مع دارة الملك عبدالعزيز على تنظيم ندوة عن الشعر. واختتم بهكلي بقوله إن لدى الجمعية خطة شراكات واسعة مع الوزارات المعنية والجامعات والأندية الأدبية، لذلك يطالب «بأن تقف جامعة أم القرى العريقة مع الجمعية الوليدة بجدية»، موضحاً أنه «إذا لم يتحقق ذلك، فلا بأس من انتقالها إلى جامعة أخرى تدعمها بما تستحق».