×
محافظة المنطقة الشرقية

ملثمين بالعوامية يُطلقون النار على سيارة إعلامي ويحاولون قتله ([الصور)

صورة الخبر

التقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في دمشق أمس، الرئيس السوري بشار الأسد، ناقلا إليه رسالة شفوية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «حول استمرار روسيا في دعمها ووقوفها إلى جانب الشعب السوري، وأطلعه على مجمل اللقاءات التي عقدها أخيرا في إطار الجهود التي تبذلها روسيا لإجراء حوار سوري - سوري، فيما أكد الأسد أن سوريا تتعامل بإيجابية مع الجهود التي تبذلها موسكو بهدف إيجاد حل للأزمة»، وفق ما أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وتأتي زيارة دمشق بعد لقاءات عقدها بوغدانوف قبل أيام في تركيا مع مسؤولين في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وممثلين عن عدد كبير من الفصائل في المعارضة العسكرية. وفي هذا الإطار، قال عضو الائتلاف نزار الحراكي، إن ممثلي الائتلاف أبلغوا بوغدانوف خلال اللقاءات الأخيرة التي جمعتهم به في إسطنبول، شروطا أساسية وحاسمة، كي تكون منطلقا للدخول في التفاوض مع النظام، وهي «إيصال المساعدات، ووقف إطلاق النار في جميع المناطق السورية، إضافة إلى الإفراج عن النساء والأطفال من السجون». وفي حين أكد، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، رفض المعارضة القبول باستمرار الأسد على رأس السلطة، أشار إلى أن «البحث يفترض أن يكون على مدة المرحلة الانتقالية». وأضاف: «نريد ضمانات لممارسة الضغط على النظام لتنفيذ الاتفاقات كي لا يتكرر سيناريو مؤتمر (جنيف2)، ونخرج من دون نتائج، عندها لن يرحمنا الشعب السوري». وأشار الحراكي، إلى «أن الاجتماع الذي جمع بوغدانوف مع أعضاء الائتلاف لم يكن إيجابيا، لا سيما أن روسيا لا تزال تراهن على بقاء الأسد، وهذا ما بدا واضحا من خلال كلام وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الأخير الذي قال خلاله إن موسكو متمسكة بالأسد، بعدما كانت المعارضة حصلت على تطمينات من الجهات الروسية بالبقاء على الحياد، مضيفا: «لا نشعر بأن هناك جدية في التعامل من قبل الروس وتأملنا أن نلمس مرونة منهم، لكن يبدو أن موسكو تستخدم ورقة الأسد للابتزاز السياسي ضد الغرب». وأكد الحراكي، الذي التقى في موسكو قبل أسابيع مسؤولين روسا ضمن وفد معارض ترأسه رئيس الائتلاف السابق معاذ الخطيب، أنه ورغم بعض الخلافات في وجهات النظر بين الأفرقاء بالائتلاف، لا يزال هو الممثل الشرعي للمعارضة السورية. وحذر «من أي محاولة لزرع فصيل هنا أو هناك من الأحزاب الوهمية التي أنشأها النظام ولا تمثل إلا نفسها ولا تشكل أي وزن على الأرض، وتقديمها على أنها معارضة أمام النظام السوري في المؤتمر المزمع عقده في موسكو». وكان بوغدانوف قال لدى وصوله صباحا إلى دمشق ولقائه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، «التقيت في إسطنبول سوريين من المعارضة»، مضيفا: «نسعى إلى الاتفاق على أمور كثيرة مع القيادة الشرعية في دمشق». وقال المقداد من جهته: «أثق بأن الأصدقاء الروس يحملون أفكارا سنتناقش معهم حولها، لكي تكون العملية مضمونة النجاح، وبما يؤدي إلى حل سياسي يقوم على المبادئ (التالية): وحدة الأراضي السورية، وعدم التدخل الخارجي في شؤون سوريا... وقضايا أخرى من أجل إنهاء التدخل الخارجي في الشأن السوري». وذكرت وكالة «سانا» أن الرئيس الأسد أكد أن روسيا وقفت دائما إلى جانب الشعب السوري وبرهنت على أنها تؤيد حق الشعوب في تقرير مصيرها وتحترم سيادة الدول والقوانين الدولية، وأن سوريا على ثقة بأن أي تحرك دبلوماسي روسي سيكون مبنيا على هذه المبادئ، ومن هنا فإنها تتعاطى بإيجابية مع الجهود التي تبذلها بهدف إيجاد حل للأزمة. ولفتت الوكالة إلى أنه كان هناك اتفاق في وجهات النظر بأن نجاح أي جهود لحل الأزمة السورية يتطلب عملا جديا في مكافحة الإرهاب والتطرف عبر قيام المجتمع الدولي بممارسة ضغوط حقيقية واتخاذ إجراءات رادعة بحق الدول الداعمة للإرهاب. وتم التأكيد، خلال اللقاء الذي حضره نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد والسفير الروسي في دمشق، على أهمية استمرار تبادل الآراء والتنسيق بين البلدين بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين وعودة الاستقرار إلى سوريا وكل دول المنطقة. وأعلنت موسكو في نوفمبر (تشرين الثاني) أنها تعمل على جمع ممثلين عن المعارضة والحكومة السوريتين على أرضها لإجراء مفاوضات حول سبل حل النزاع السوري، المستمر منذ نحو4 سنوات الذي حصد أكثر من 200 ألف قتيل. وزار وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، موسكو في 26 نوفمبر والتقى الرئيس فلاديمير بوتين. كما زار موسكو رئيس الائتلاف السابق أحمد معاذ الخطيب على رأس وفد، إلا أن الائتلاف قال إن الخطيب ذهب بصفته الشخصية. وأجرى وفدا النظام والائتلاف مفاوضات مباشرة برعاية الأمم المتحدة في جنيف في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) من دون تحقيق أي تقدم على صعيد إيجاد حل للنزاع الدامي والمتشعب.