استبقت إسرائيل عيد الفطر المبارك بهدية أرادت أن تثبت بها "الود" الذي حملته تهنئة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي لعامة المسلمين بعيد الفطر في إسرائيل وخارجها، وذلك برفع حصيلة هجومها على قطاع غزة من الشهداء الفلسطينيين الى أكثر من ألف شهيد فلسطيني غالبيتهم العظمى من المدنيين! وهي هدية سبقها هدايا ملطخة بالدم على مدى الشهر الفضيل لم يترك بعض من ينتمون إلى العروبة والإسلام من أبنائنا الفرصة لمشاركة العدو الصهيوني في ضرباته على إخواننا في غزة بالدعوات الحارة بأن يصل الرصاص الصهيوني والقنابل والمتفجرات لقلب كل فلسطيني في غزة ليخلوا القطاع لإسرائيل فيتخلص العرب، كما يعتقد هؤلاء، من القضية الفلسطينية للأبد ويرتاحوا من ما اعتبروه عبئاً شكلته القضية الفلسطينية على بلدانهم منعها، كما يعتقدون، عن اللحاق بركب التقدم والنمو الذي سبقتها إليه دول وأمم أخرى لا يشدها إلى الخلف قضايا تمنعها من السير للأمام! *** لقد غاب على هؤلاء أن الفلسطينيين ليسوا سوى الثور الأسود الذي يريد بعض العرب أن يتركوه لإسرائيل حتى تترك لهم كياناتهم آمنة مُستقرة دون أن ينشغلوا بقضايا غير قضاياهم الداخلية غير مُدركين أن إسرائيل لن تهنأ بقضمة من الضفة وأخرى من غزة ولكنها تريد أن تجمع أكبر قطع ممكنة لتقوم دولة إسرائيلية تُسيطر على مقدرات المنطقة كلها لتكون إسرائيل هي محور الارتكاز في الحياة السياسية والاقتصادية للمنطقة قاطبة. وهكذا فإن إسرائيل، ستعود إليهم بعد أن تلتهم أخاهم الثور الأسود، وتكون جزءاً أساسياً من قضاياهم الداخلية والخارجية عليهم أن يتعاملوا معها قبل أن يهنأوا بالأمن والاستقرار، فهي وبعد أن يستقر لها الأمر في غزة وبقية فلسطين ستستأنف تنفيذ بقية المخطط الصهيوني في إثارة بقية المطالب لتحاول أن تنهش أراضي هنا وهناك استقر فيها أجدادهم أو كان لهم فيها موطئ قدم. فليست فلسطين إلا "فاتح شهية"! *** إن الأطماع الإسرائيلية، كما تشير كثير من الدراسات والبحوث العربية والأجنبية، تتجاوز أرض فلسطين، فعندما سأل مستشار الإمبراطور الألماني فون هنلوهه (Von Hohenlohe) هرتزل في عام 1898 عن حدود المنطقة التي يريد اليهود الحصول عليها، وهل أنها تتجه شمالاً باتجاه بيروت أم أنها تتجاوز أكثر من ذلك، أجابه هرتزل بقوله: "سوف نطالب بما نحتاج إليه -كلما ازداد عدد المهاجرين، ازدادت حاجتنا للأرض". وعندما سافر هرتزل إلى اسطنبول لكي يقابل السلطان عبد الحميد الثاني وبصحبته صديقه بودنهايمر في 15 تشرين الأول 1898، كتب هرتزل في يومياته: "المساحة من نهر مصر إلى الفرات. لا بد من فترة انتقالية لتثبيت مؤسساتنا يكون فيها الحكم يهودياً…وما إن تصل نسبة السكان من اليهود إلى الثلثين، حتى تفرض الإرادة اليهودية نفسها سياسياً". *** وهكذا فإن من يعتقد أن الحرب على غزة سببها حماس التي استفزت إسرائيل عليه أن يتذكر، كما قال الصديق جميل فارسي في تغريدة له، "أن مجازرها (إسرائيل) ممتدة من قبل إعلان الدولة، نعم ارجعوا لأحداث ١٩٣٦"، وأزيد .. بأن أهداف التوسع التي يعمل لها قادة إسرائيل تمتد إلى أبعد من ذلك، فهي تمتد للبدايات الأولى للحلم الصهيوني في إقامة دولتهم في منطقتنا العربية. لذا فدماء الفلسطينيين ليست سوى قرابين يتقرب بها الصهاينة لتحقيق حلمهم الأكبر في إسرائيل الأكبر التي لا يحدها أرض فلسطين .. بل أرض آخرى تحقق أحلامهم .. ومخططاتهم التي وجدوا، للأسف الشديد، بيننا من يبرر الخطوات التي يتخذونها للوصول إليها!؟ نافذة صغيرة: [[إن الاحتلال الصهيوني هو سطو مسلح في وضح النهار، فهو أعمق وأخطر مما تحمله كلمة احتلال من معنى، فرموز الحركة الصهيونية أيقنوا أن كل هذا لن يمنحهم التفوق الديمغرافي، إن لم يقوموا بارتكاب مجازر جماعية متواصلة تعمل على إبادة الشعب، الذي ادعوا عدم وجوده في فلسطين، وعلى تخويف بقيته وتهجيرها"]] د. نواف الزرو nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain