لماذا الإصرار على البقاء ؟ أحمد صالح حلبي حينما أصدر معالي وزير التجارة والصناعة قراره بتعديل بعض مواد اللائحة التنظيمية للغرف التجارية الصناعية ، وذلك بتحديد فترة عضوية مجلس الإدارة بدورتين انتخابيتين ، فان قرار معاليه جاء نتيجة لما تناوله بعض منتسبي الغرف من تسلط فئة محددة من التجار والصناع على مجالس الإدارات لعقود طوال ، ورغبة معاليه أن تكون الغرف التجارية الصناعية السعودية أكثر تطورا وديناميكية من خلال ضخ مجالس الإدارات بدماء متجددة قادرة على مواكبة التطور هذا من جانب ، ومن جانب آخر فان ثمان سنوات لعضوية مجلس الإدارة كافية لإثبات مدى قدرة العضو على العمل والتطوير ، ومنحه الفرصة للتفرغ لأعماله الخاصة بعد أن ضحى بثمان سنوات من عمره وعطل مصالحه وأعماله . ولعل من الأسباب الرئيسية في تحديد مدة عضوية مجلس إدارة الغرفة بدورتين يكمن فيما سجل من تحول العضوية في بعض الغرف التجارية الصناعية السعودية إلى ما يشبه المُلك الخاص للرئيس أو النائب أو العضو الذي يمضي جل حياته داخل مجلس الإدارة ، ومع وفاته تتحول العضوية إلى ارث لورثته الشرعيين من الأبناء والأقارب ، وهذا ما سجل ببعض الغرف . ولو أن رؤساء وأعضاء مجالس إدارات الغرف التجارية الصناعية يقدمون خدماتهم تطوعيا ودون أي مقابل مالي أو مصلحة شخصية ، وادعاء بعضهم خسارتهم للكثير من الصفقات التجارية نتيجة تواجدهم في عضوية مجلس الإدارة فلماذا يصرون على البقاء في عضوية المجلس ؟ ولماذا نراهم يقومون بتسديد رسوم اشتراكات بعض منتسبي الغرفة لترشيحهم ؟ وما أتمناه ليس من معالي وزير التجارة والصناعة فقد حقق معاليه أمنية الكثيرين من خلال تحديد فترة العضوية بدورتين فقط ، لكنني أتمنى ممن يدعون خدمتهم للغرفة وسعيهم الحثيث لخدمة منتسبيها أن يقدموا نموذجا صادقا لأقوالهم من خلال دعوتهم بإفساح المجال للشباب لتولي المسؤولية وأن يطالبوا بأن تحدد فترة العضوية بدورة واحدة فقط ليتفرغوا هم لإعمالهم الخاصة وتجارتهم .