لندن: مصطفى سري كشف الجيش السوداني عن هجوم شنه على منطقة يابوس في ولاية النيل الأزرق قبل يومين ضد حشود قال إنها تابعة للمتمردين، لكنه نفى في الوقت ذاته أي هجوم من قبل متمردي «الجيش الشعبي» التابع لـ«الحركة الشعبية - قطاع الشمال» الجمعة الماضي على مواقع القوات الحكومية، واصفا بيانات التمرد بالكاذبة، فيما أعلن الناطق باسم الحركة الشعبية عن قيام القوات المسلحة عبر طائرات الـ«أنتينوف» بالهجوم على عدة مناطق في الولاية أدت إلى مقتل طفل. يأتي التصعيد العسكري الأخير بعد انتهاء جولة المحادثات بين الطرفين الأسبوع الماضي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا تحت رعاية الآلية الرفيعة التابعة للاتحاد الأفريقي بقيادة رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي، دون توصلهما إلى اتفاق إطاري. ونفى المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني الصورامي خالد سعد لـ«الشرق الأوسط» ما وصفه بالدعاية الإعلامية للمتمردين حول تنفيذهم هجوما على مواقع القوات المسلحة في ولاية النيل الأزرق، لكنه أقر بأن الجيش الحكومي شن هجوما على مواقع لقوات «الحركة الشعبية - قطاع الشمال» في الولاية، وقال إن التصريحات والبيانات التي تصدر عما يسمى «الحركة الشعبية - قطاع الشمال» عن عمليات عسكرية تم تنفيذها في النيل الأزرق من قبل قواتهم عارية من الصحة تماما، وأضاف: «هذه معلومات مضللة لأننا لم ندخل مع قوات قطاع الشمال في النيل الأزرق في أي عمل عسكري سواء كان الجيش السوداني أو قوات الاحتياطي المركزي»، بيد أنه أكد أن قوات من المتمردين حاولت تجميع حشد عسكري، وأن «القوات المسلحة قامت بشن هجوم على تلك القوات في منطقة يابوس في النيل الأزرق». وقال: «بعد ذلك الهجوم، لم ترصد قواتنا أي عمل عسكري في تلك المناطق»، وتابع: «هذه أخبار مفبركة ومحاولة يائسة لرفع المعنويات، وكل هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة»، وأضاف أن الحديث عن تجنيد القوات المسلحة السودانية الأطفال في جبال النوبة، لا يستند إلى أي دليل، وأضاف: «ليست لديهم أدلة أو براهين حول تجنيد الجيش الأطفال لأننا نعلن بشكل رسمي عمليات التجنيد». من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم «الحركة الشعبية - قطاع الشمال» أرنو نقوتلو لودي لـ«الشرق الأوسط» إن طائرات «أنتينوف» تابعة للقوات المسلحة السودانية اعتدت على عدة مناطق في ولاية النيل الأزرق أول من أمس، وإن الهجوم أدى إلى مقتل طفل وجرح 3 آخرين في مدينة يابوس، مشيرا إلى إلقاء أكثر من 5 قنابل على قرى أورا، ومياك، وموفا، لكنها لم تسبب خسائر بشرية، واصفا الهجوم الجوي بأنه سياسة ممنهجة من قبل الحكومة المركزية لوضع عراقيل أمام وصول أي مساعدات إنسانية. وقال لودي إن قوات «الحركة الشعبية - قطاع الشمال» نفذت هجومين على حامية أبو قرن التي تبعد 30 كلم عن الدمازين عاصمة النيل الأزرق ومعسكر الاحتياطي المركزي في منطقة «بك» يومي الخميس والجمعة الماضيين، مشيرا إلى أن الهجومين أسفرا عن مقتل 4 من الجنود الحكوميين، مؤكدا وقوع أحد جنود قواته (برتبة رقيب) في الأسر، وقال إن تصعيد العمليات العسكرية من قبل قواته جاء ردا على الهجوم الذي يشنه الجيش السوداني على المدنيين في المناطق التي تقع تحت سيطرة الحركة الشعبية في النيل الأزرق وجبال النوبة، وأضاف: «نتوقع أن تستمر العمليات العسكرية لأننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام حملات قوات المؤتمر الوطني التي أطلقوا عليها (الصيف الحاسم)»، وتابع: «القوات الحكومية قامت بتجنيد وتدريب أكثر من ألف طفل في جبال النوبة تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عاما، والآن يتم إرسالهم إلى مناطق الحرب إلى جانب استخدام مرتزقة من دول الجوار». وكانت محادثات السلام بين الحكومة السودانية و«الحركة الشعبية - قطاع الشمال» التي انتهت في الأسبوع الماضي برعاية الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي، قد فشلت في إبرام اتفاق إعلان مبادئ بين الطرفين، وتم رفع جلسات التفاوض لمزيد من التشاور ولم يتم تحديد موعد جديد لاستئنافها. وتشهد منطقتا النيل الأزرق وجنوب كردفان حربا أهلية منذ أكثر من 3 أعوام بين القوات الحكومية ومتمردي «الحركة الشعبية - قطاع الشمال» بعد انفصال جنوب السودان عام 2011. وكانت الحركة الشعبية في الشمال جزءا من حركة التمرد في جنوب السودان التي خاضت حربا أهلية ضد حكومات الخرطوم لأكثر من 22 عاما انتهت باتفاقية السلام الشامل التي قادت إلى انفصال الجنوب وفق اتفاقية السلام الشامل في عام 2005.