دعا الكاتب الاقتصادي عصام الزامل، إلى رفع الدعم الحكومي وتعويض المواطن نقداً، حيث تدعم الدولة تقريباً، كل الاحتياجات الاساسية للمواطنين والشركات، ابتداء من القمح والاغذية، اضافة للكهرباء والوقود والماء، ويبلغ إجمالي قيمة الدعم السنوي 300 مليار ريال، البنزين والديزل وحدهما 100 مليار ريال و 14 % من الاسر السعودية لا تمتلك سيارة، وكل عامل أجنبي يكلف الدولة سنوياً 20 ريالا من خلال ما يستخدمه من الخدمات المدعومة والتحويلات السنوية. وأضاف الزامل، خلال الندوة التي القاها بأحدية ال مبارك بعنوان (مستقبل الاقتصاد السعودي) والتي ادارها الدكتور نايف ال مبارك، أن هناك تشوهات حالية بالاقتصاد السعودي بسبب هيكل الاقتصاد، فبعد أكثر من 30 سنة من بداية الطفرة الاولى، وبعد أن تجذر شكل الاقتصاد خلال ثلاثة عقود، برزت تشوهات، كل تشوه يحتاج لسنوات لإصلاحه. التشوه الاول، الاقتصاد مازال يعتمد بشكل شبه كلي على عوائد النفط، اكثر من 93 % دخل الحكومة من النفط، ولو تعرضت أسواق النفط لأي تذبذب، فاقتصادنا سيتضرر مباشرة ولن يكون قادرا على مواجهة هذا التذبذب أو الانخفاض، وخلال ثلاثين سنة ارتفع السعر المطلوب للنفط، حتى لا يكون هناك عجز في الميزانية الحكومية من 20$ إلى 70 $، بمعنى لو انخفض سعر النفط عن 70 $ سيكون لدينا عجز، والاكيد وحسب أغلب الدراسات، أن رقم 70$ مرشح للارتفاع وقد يتجاوز 150$ خلال عقدين، والقطاع الخاص أصبح جاذباً للعمالة الرخيصة، والتي أدت لانخفاض في الانتاجية، فخلال تلك السنوات لم يكن هناك أي حافز لرفع الانتاجية، لان هناك وفرة دائماً لليد العاملة الرخيصة التي تعوض عن أي تقنية قد تقلل الاحتياج للعنصر البشري، والقطاع الصناعي اصبح يعتمد على الطاقة الرخيصة، ومختلف أشكال الدعم واعتماد المواطنين على العمل الحكومي وانخفاض حاد من قبل المواطنين للمشاركة في سوق العمل، فنسبة المواطنين في سوق العمل لا تتجاوز 30 %، وارتفاع حاد في الاستهلاك الداخلي للنفط، فكمية الانتاج اليوم 10ملايين برميل و 3 ملايين يتم استهلاكها داخلياً و 7 ملايين يتم تصديرها، وهذا الرقم في تزايد والعجز التجاري الحقيقي في الاستيراد والتصدير، فنحن نستورد أكثر من 600 مليار من الخدمات والسلع ونصدر من السلع غير النفطية أقل من 200 مليار، وانخفاض الانتاج المحلي الحقيقي للفرد خلال الـ 30 سنة الماضية إلى 35 % وذلك بسبب اننا نتشارك جميعاً في الحصة النفطية وكلما زاد عدد السكان انخفض الانتاج.