حتى لو أضاء الأسباني لوبيز العشرة للسعوديين وأعاد لهم كأس الخليج الهاربة منذ عشر سنوات وبدون أي خسارة على غرار ما حققه في التأهل لأمم آسيا 2015 في أستراليا، فإنهم لن يرضوا عنه، فالعنزة ستبقى عنزة ولو طارت. بعد التعادل الباهت في الافتتاح أمام الفريق القطري استعرت الحملة على لوبيز التي كانت اشتعلت خلال المباريات الودية التي لم يحقق الفوز فيها إلا أخيراً وأمام الفريق الفلسطيني، وحتى حين حقق لوبيز الفوز العريض الأوحد حتى الآن على الفريق البحريني بثلاثية نظيفة، فإن الفوز لم يجير إلى المدرب الذي لم يعترف به البعض إلا كونه مستشاراً وليس مدرباً، وعزا البعض الفوز الأول إلى اجتهاد اللاعبين وإلى الهدفين اللذين جاءا من نيران صديقة وإلى ضعف البحرين، وذهب البعض الآخر إلى أبعد من ذلك بوصف لوبيز بالمفلس وبأنه لا يصلح لقيادة المنتخب ولا يلعب بخطة ولا هوية للعبة. وحتى حين حقق المنتخب السعودي فوزه الثاني وتأهل كبطل للمجموعة بسبع نقاط ربما لن يكون بمقدور أي منتخب آخر جمعها إلا المنتخب الكويتي، حتى هذا الفوز الذي تحقق بالهدف الوحيد الذي هز شباك الحارس اليمني التي بقيت عاصية على الآخرين، تجاهلته الصحف كافة في صدر صفحاتها الأولى، ولم تمجده في صفحاتها الداخلية، فهو مجرد فوز بدون مستوى، بل مستوى متدنِ وأداء قديم جداً، ومنتخب بلا بصمة ونجوم بلا مدرب، استحق التأهل برغم المستوى المهزوز. وكان التركيز على عالمية هدف الفوز بصاروخ العابد (بسرعة 93 كلم في الساعة) بمثابة القول إن الفوز تحقق برمية رام مثله مثل الفوز الذي سبقه وتحقق بأخطاء البحرينيين. في مثل هذه الأجواء وفي ظل مقاطعة الجمهور للمباريات لا يعود المنتخب السعودي بلا هوية وحسب بل بلا نفس أيضاً وبلا شهية للفوز، وقد يكون لوبيز غير صالح لقيادة المنتخب، وقد يكون أخطأ بإبعاد بعض النجوم وبعدم الاستقرار على تشكيلة وذلك انطلاقاً من أن أفكاره غير مستفرة، وقد يكون لوبيز مخطئاً في أمور عدة ولكنه محق بأمر واحد، ويجب أن (يطيعه) الجميع به وهو أن يتركوه يعمل ويؤازروا المنتخب (انتقدوني وادعموا اللاعبين). اتحاد الكرة وحده يستوعب هذه الناحية الهامة والضرورية لإكمال المسيرة الناجحة في خليجي 22 وذلك بتأكيده أن لوبيز مستمر مع الأخضر ـ على حد قول رئيس الاتحاد أحمد عيد ـ، وحسب تأكيد الدكتور عبدالرزاق أبو داود المشرف العام على المنتخب بأن الاتحاد لن يغير لوبيز تحت ضغط الإعلام، لأن هناك لجاناً مختصة وخبراء وفنيين هم من يحددون الإقالة. وجاء تأكيد الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد بأن إقالة المدرب ليست من اختصاصه، منسجماً مع موقف اتحاد الكرة، وأما انتقاد الرئيس العام للمدرب الأسباني فهو بمثابة تصحيح مسار الطموح نحو اللقب الآسيوي. والحق يقال إنه يجب أن نسمع كلمة لوبيز في هذه العجالة وهي أن تغيير المدرب لن يغير شيئاً، فها هو الاتحاد غير مدربين في آخر بطولتين للخليج، ولم يفز المنتخب بأي لقب حتى الآن، والأمور (ماشية) مع الأسباني ولا ننسى أن كأس آسيا على الأبواب وهي الأهم. هادنوه.. فالأمور (ماشية) معه، وربما يكون محظوظاً وما أحوج الخلق للحظ، اعملوا بنصيحة الأمير عبدالله بن مساعد واتركوا التقييم الشامل لما بعد الخليجية. رئيس تحرير مجلة الحدث الرياضي اللبنانية وموقع بالهدف دوت كوم