كما هو الحال في كل سلوك نظام بشار الأسد في سورية التي تمزقت وضاعت الحقوق الإنسانية فيها؛ فقد طفح هذا السوء الحقوقي ليمتد إلى أجيال عايشت الألم والحزن منذ نظام الأب وحتى المرحلة الحالية لنظام الابن الذي سار على درب والده في كل المساوئ التي لا تخطر على البال فيما يتعلق بحقوق الإنسان. من يتم اعتقاله من قبل الأجهزة الأمنية السورية من الصعب أن يُعرف له طريق، ويستحيل تصور أنه سيخضع لأية إجراءات حقوقية أو قضائية عادلة ونزيهة، لأن ذلك ببساطة هو السلوك الطبيعي لنظام يقمع شعبه ويحرقه في هذه الحرب المجنونة التي تكشف مزيدا من الخواء الإنساني لهذا النظام الفاشي. من تلك الحالات حالة الناشطة السورية الدكتوره ماريا بهجت شعبو، التي تم اعتقالها مؤخرا بالإضافة إلى آخرين كانوا يرافقونها، ولم تخرج أي معلومات عن مصيرها أو مصير مرافقيها، وللعلم فإن هذه الطبيبة ولدت في السجن، حيث كانت أمها الدكتوره رنا محفوظ حاملا بها حين اعتقلت من قبل مخابرات الأسد الأب! وبقيت في السجن منذ ولادتها حتى بلغت سنة ونصف السنة من عمرها، وأطلق سراحها بعدها وبقيت أمها في السجن، كما اعتقل والدها قبل دخولها المدرسة! هي تجربة قاسية بالطبع أن تفتح عينيك على الدنيا في معتقل صغير، ثم تنشأ في معتقل كبير أصبح بحجم الوطن السوري، الذي يقبع تحت ظلم العائلة الأسدية، تلك التي لم يبق سوري إلا ودخل فيها معتقلا، بصورة مباشرة أو غير مباشرة من خلال زيارة قريب أو رفيق أو صديق، وهكذا أصبح الوضع في سورية.. يكشف عن لاإنسانية مريعة، تحتاج إلى مزيد من الضغط الحقوقي لحماية السوريين من تعسف نظام فاقد لأي شرعية أخلاقية أو إنسانية في حكم سورية وشعبها.