×
محافظة المنطقة الشرقية

«متقاعدون» يرون في نقل المعلمات والطالبات فرصة لمواجهة أعباء الحياة

صورة الخبر

الشرق الأوسط الجديد هو مشروع أمريكي يريد دمج إسرائيل في المنطقة تحت مظلة قوتيْها العسكرية والاقتصادية، لتقودها إلى مسار الهيمنة الغربية، ومع ذلك ولد المشروع بلا قلب ورئتين لأنه فاقد القيمة التفاعلية معه، لكن تبقى إسرائيل حقيقة إقليمية سواء بقينا على قناعة إزالتها، أو السلام معها وفق منظور المجتهدين من كل الأطراف عربية أو إقليمية وأجنبية.. ضعف العرب بدأ لأنهم كيان ليس بينه روابط حقيقية لتجاوز عقدة الدولة من أجل المحتوى الأكبر، وبالتالي فكل مشاريعهم واتفاقاتهم واستراتيجياتهم لا تصل إلى الحد الأدنى من التكامل؛ ولذلك كان طرح المشاريع الخارجية يأتي لأننا لا نملك البديل، ولا حتى الرؤية في مستقبلنا.. فحلم الوحدة أسقطته عوامل عدم صدقيته ورؤيته وفق منظور التنازلات عن القُطرية إلى التضامن الذي يبدأ من مشاريع متدرجة تبدأ باتفاقات اقتصادية وأمنية، ودون التعرض لقوانين وصلاحيات وحريات أي وطن، لكن الريبة خلقت عائق هذا العمل حتى لو بدأ بخطوة، وبعد تنامي الدول المجاورة وتحديداً تركيا، وإيران، وإسرائيل تحولت السياسات والعلاقات إلى أطماع جغرافية برؤى مذهبية، وكلّ من تلك الدول أراد أن يبني إمبراطوريته على أنقاض وهياكل التركة العربية، وهي صورة تحققت من خلال الطموحات التي اخترقت الحاجز الوطني في كل دولة عربية، فصارت جماعة الإخوان المسلمين، أو الطوائف شيعية أو سنّية تتعالى على وحدة الوطن من أجل تحالفات مع تلك القوى المجاورة، ولا يمكن التغلب على هذه المطامع إلا بردم الهوة فيما بيننا من خلال كيان عربي بلا تعقيدات سياسية أو هواجس رعب من بعضنا تجاه البعض الآخر، وهذا أمر غير مأمول على مدى عدة عقود لأن المشكل مرضٌ وضع عنوان التجزئة كمبدأ وليس مجرد فكرة غير متحققة.. محيطنا ليس لديه بوادر تعامل منطقي وموضوعي معنا لأن الشعور بضعفنا هو سبب مباشر لتقسيمنا إلى دويلات بلاروابط وضمها تحت أي بند، والتباشير بهذا الواقع تمثلها العراق والسودان بخلق دولة الجنوب السوداني، ودولة الكرد العراقية، والطريق يقبل التعميم طالما بنية كل بلد عربي من الضعف ما يعيد هذا السيناريو سواء تم بعقد حلف بين الدول الإقليمية غير العربية، وبمباركة دولية أو جاء عن طريق غزوات عسكرية تؤكد حقوقاً إمبراطوريةً تاريخية قديمة، وكل الاحتمالات تُجرى عليها تجارب من داخل كل بلد عربي باستثمار تناقضاته وتحفيزها لضرب وحدته.. معظم دول العالم مسحت من أهدافها إشعال الحروب، بل إن أوروبا الغربية احتوت دول شرقها في نظامها الجديد، وهناك سعي لخلق كيانات اقتصادية كبرى في كل العالم ولكن ضمن خطط لأزمنة طويلة، ولكن السعي لها يجري وفق أبعاد ترى في المستقبل فرضية زمنية للتقارب والوحدة، ونحن ربما نحلم أن نعيش بسلام مع الكيانات المجاورة لنا في رسم خطة شبيهة بحيث نسخّر إمكاناتنا البشرية والمادية والجغرافية التي تحكمنا زمنياً وتاريخياً لو أن هذه الدول مع إبعاد إسرائيل بحكم حساسيات كثيرة، تعاونت على وضع الأسس الأولى لخلق البدايات واستبعدت كل المعوقات القومية والمذهبية والطائفية وبأي اسم تختاره، وقد يرى من تحكمه عقدة المؤامرة أن القوى الدولية لن تسمح بخلق مثل هذا الكيان، وهذا ليس مبرراً لأن سلبياتنا وحدها هي من حقق لهم هذه القوة وجعلها عراقيل أمامنا، ومع ذلك فمثل هذا الكيان الإقليمي حلم فتمتعوا بحلم الغد..