يبدأ الرئيس التركي طيب رجب أردوغان اليوم الأربعاء زيارة الى الجزائر هي الأولى له منذ توليه الرئاسة قبل ستة أشهر يرافقه وزير خارجيته أحمد داوود أوغلو ووفد هام من الوزراء ورجال الأعمال الأتراك، حيث من المنتظر أن يجتمع أردوغان بالرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة ويترأس برفقة الوزير الأول الجزائري عبدالمالك سلال منتدى الأعمال التركي – الجزائري. وفيما كانت الزيارتان السابقتان لأردوغان كرئيس للوزراء قد اقتصرت في مجملها على تعزيز فرص الشراكة الاقتصادية والتنمية بين الجزائر وتركيا فإن الزيارة الحالية تكتسي طابعاً سياسياً وأمنياً بامتياز بالأخص فيما يتصل بالملف الليبي الذي بات يقلق الجارة الحدودية الجزائر وتسعى أن تلعب فيه تركيا دوراً في حلحلة الوضع. وأحيط الإعلان عن زيارة أردوغان باهتمام لافت لوسائل الإعلام التي اتفقت تعاليق مراقبيها على التأكيد على رغبة الجزائر في استخدام قرب السلطات التركية من الأحزاب الإسلامية في ليبيا لإقناعها بالتوسط لديها لإنجاح مبادرة حل الأزمة الليبية عن طريق الحوار، خصوصا أن تركيا تبدي اهتماما كبيرا بوضعية هذا البلد الذي يمتلك الرئيس أردوغان مبعوثا خاصا فيه. ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر3 محمد دخوش أن للزيارة بعدين مهمين، أحدهما له علاقة بالشق الأمني والآخر بالشق الاقتصادي، ويشير دخوش فيما يتعلق بالشق الإقتصادي أن الاستثمارات التركية تتسارع وتيرتها في عدة مجالات وبالنسبة للشق السياسي في زيارة أردوغان سيكون الأهم على الإطلاق بسبب تطورات الأحداث في ليبيا ومساعي الجزائر جمع الفرقاء الليبيين من أجل بلورة حل سياسي يبعد شبح الحرب الأهلية والتدخل الخارجي.