ويواجه اليمن تحديات متعددة على الصعد السياسة والأمنية والاقتصادية التي مازالت تمثل عائقا أمام عملية الانتقال السياسي الجارية حاليا في البلد. وكان اليمن شرع بعد عام تقريباً من الأزمة التي مر بها خلال 2011 في أعقاب ثورات الربيع العربي، في عملية التحول السياسي بناء على اتفاق المبادرة الخليجية التي تبناها مجلس التعاون الخليجي وتم توقيعها في نوفمبر/تشرين الثاني 2011. وأتم اليمن في يناير/كانون الثاني 2014 عملية حوار وطني استمرت عشرة أشهر بمشاركة 565 عضوا يمثلون كافة المكونات السياسية وفئات المجتمع وتضمنت مخرجات الحوار خارطة طريق لبناء الدولة المدنية الحديثة وتحويل اليمن إلى دولة اتحادية, وضمانات لتنفيذ مخرجات الحوار ، بما في ذلك تمديد فترة التحول السياسي وإعادة صياغة الدستور بناء على مخرجات الحوار, الى جانب إعداد قوانين أساسية لمساندة وجود دولة اتحادية وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في عام 2015. وبحسب تقييم البنك الدولي فان معدلات الفقر في اليمن ــ التي كانت في زيادة فعلية قبل الأزمة السياسية في 2011ــ ارتفعت من 42% عام 2009 إلى 54.5% عام 2012، في وقت تعد معدلات النمو السكاني في اليمن من بين أعلى المعدلات في العالم، علاوة على أنه من بين أكثر بلدان العالم معاناةً من انعدام الأمن الغذائي، حيث يعاني نحو 45% من السكان انعدام الأمن الغذائي، فيما تقل موارده المائية الشحيحة كثيرا عن المتوسط السائد في المنطقة. فيما اكد البنك الدولي أن الانتعاش الاقتصادي في اليمن مازال ضعيفا.. أوضح أنه بعد انزلاق البلاد إلى فترة كساد في 2011 مع انخفاض إجمالي الناتج المحلي 12.7% ، سجل الاقتصاد نموا بنسبة 4.8% تقريبا عام 2013، لكن من المتوقع أن يتراجع النمو إلى أقل من 2% عام 2014. ويواجه تعافي الاقتصاد اليمني حاليا العديد من التحديات الهيكلية؛ إذ إنه قائم على النفط، ويعاني من ارتفاع معدلات البطالة وضعف نظم إدارة الحكم والهياكل المؤسسية. ويؤكد الخبراء الاقتصاديون أن تحسن الآفاق الاقتصادية في اليمن يتوقف على مدى تحقيق تقدم على الصعيدين السياسي والأمني، واستمرار دعم المانحين، وتنفيذ هذه الإصلاحات بالغة الأهمية. // انتهى // 10:31 ت م تغريد