أكد فطيس بُقنة مخرج مسرحية سوق عكاظ في دورته الثامنة بأن السوق هذا العام سيتميز بمسرحياته وأمسياته الثقافية والأنشطة الفرعية التي ستكون مصاحبة للسوق كجادة عكاظ وغيرها، مبيناً أنه في كل سنة تطرح مسرحية تتحدث عن شخصية مختلفة، ويتم طرح شاعر من الشعراء القدامى الذين كانوا يرتادون سوق عكاظ قبل 3000 سنة، وأشار بقنة إلى أنه في الدورات السابقة تناول السوق شعراء أمثال امرئ القيس وطرفة والأعشى وغيرهم "كما أنه خلال السنوات الأخيرة قمنا بعمل نقلة أخرى في التناول لسيرة هؤلاء الرواة في الشعر والمعلقات وأصحاب المعلقات, ونحن في هذا العام بدأنا من العكاظيين الجدد وستنطلق من خلال خيمة سوق عكاظ الجديد بعنوان "عكاظيون جدد".. مؤكداً على أهمية تناول المرحلة الحالية "والتحدث عن شعرائنا الفطاحل مثل ما تحدثنا عن شخصية الراحل غازي القصيبي –رحمة الله-". وعن الاسلوب لدورة هذا العام قال بقنة بأن الدورة الثامنة اختلفت تماماً عن الدورات السابقة في عملية الطرح والرؤية الاخراجية، وعملية كتابة المسرحية، وتم التطرق الى المدارس المختلفة والتركيز خاصة على "المدرسة التراجيدية" وهو ما طرح خلال هذه الدورة "ونحن استدعينا الماضي بالحاضر، لأن الحاضر متواصل مع الماضي، وسيكون العمل مختلفاً تماماً من خلال ثلاثة عناصر مهمة جداً وهي: الاداء التمثيلي، واللغة البصرية، واللغة الموسيقية, بأسلوب جديد ومختلف عن سابقه". ونوه بُقنة أن مهرجان سوق عكاظ لم يدخل ضمن دائرة الأوبريتات المعتادة كمهرجان الجنادرية أو غيرها "وإنما تطرقنا بأسلوب ثقافي عال جداً، خاصة أن معظم مرتادي سوق عكاظ هم من النخبة الثقافية والأدبية المميزة، إضافة إلى القلم الأدبي الذي أصبح له تأثير قوي في عملية النقد وأخذنا هذا الموضوع بعين الاعتبار، وقد طرحت هذه السنة شخصية الشاعر "عمرو بن كلثوم"، وسوف نتطرق للرؤية الاخراجية بشكل مختلف وذلك باستدعاء احداث حياة عمرو وتطبيقها على الحاضر وإبراز الصراعات الموجودة فيها، ونتمنى ان نوفق فيها بشكل جيد". كما أشار فطيس بقنة إلى أن سوق عكاظ أصبح الآن يسلك نهجاً جديداً ويرسم شخصية كبيرة له، من بين المهرجانات الثقافية العربية الأخرى التي أقيمت مثل مهرجان إربد وجرش، فسوق عكاظ مختلف ويتميز بالأسلوب الثقافي والادبي ويقدم بشكل مميز وأسلوب يمتزج بعنصر التشويق, منوهاً الى أن هناك الكثير من الأفكار جار العمل عليها وسيكشف عنها لاحقاً فيما يخص السيناريو الدقيق وترشيح الممثلين، مضيفاً أنه قد شارك في الدورة السابقة ممثلون من الوطن العربي أمثال ياسر المصري، وسيقدم هذا العام أحد نجوم المملكة حتى يظهر المسرح بأسلوب مختلف مغاير، مشيراً إلى أنها مهمة صعبة على عاتق المخرج بالدرجة الاولى لخلق عنصر التجديد في كل عام، متمنياً أن يوفق فيما سيقدمه على المسرح. كما بين فطيس أن هناك بوادر في نقل الحراك الثقافي السعودي خارج المملكة، وتحتاج الى جهد أكبر لتوصيل السوق الى الوطن العربي وخارج الحدود، كما تحتاج إمكانات أدبية ومالية. وقال من خلال ما يشاهد على الساحة فإن المسؤولين والقائمين على السوق يحاولون قدر الإمكان عمل ذلك من خلال استضافة مثقفين وأدباء من خارج المملكة "وبحسب تصوري فإن ذلك لا يكتفى به، ولكن يجب ان يتم تفعيل الحراك الثقافي والأدبي إلى الوطن العربي بشكل أفضل وأوسع، ويجب أن ندرك أن كل سنة تختلف عن ما قبلها من ناحية الوعي والاستضافة"، لافتاً إلى أن السوق في دورته الثامنة "وهي مدة قصيرة في توصيل الرسالة والهدف من اقامة سوق عكاظ خاصة انه مهرجان عربي معروف منذ قديم الزمان لدى الادباء والشعراء والمثقفين في جميع اقطار العالم".