واشنطن، مسقط وكالات أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس أن «الفجوة ما زالت كبيرة» في المفاوضات النووية الدولية مع إيران، مشككا في إمكانية نجاح تلك المحادثات. وتأتي تصريحات الرئيس أوباما إثر لقاء لبحث الملف النووي الإيراني في مسقط. وتساءل في مقابلة مع شبكة سي بي اس «هل سنتمكن من سد هذه الفجوة الأخيرة بحيث تعود إيران إلى المجتمع الدولي، وترفع عنها العقوبات تدريجيا وتصبح لدينا تطمينات قوية وأكيدة ويمكن التحقق منها بأنهم لا يستطيعون تطوير سلاح نووي؟»، قبل أن يضيف أن «الفجوة لا تزال كبيرة. وقد لا نتمكن من التوصل إلى ذلك». واجتمع موفدون كبار من إيران والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في عُمان أمس، في محاولة لدفع مساعي نزع فتيل الأزمة بشأن برنامج طهران النووي فيما لم يتبقَّ سوى أسبوعين فحسب على انقضاء مهلة للتوصل لاتفاق شامل. وبدأ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ومبعوثة الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون مباحثات مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في عمان، في مسعى لدفع جهود إنهاء النزاع بشأن برنامج إيران النووي. وتهدف المحادثات إلى وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم الحساسة في إيران مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها تدريجياً. وبينما وصل كيري إلى عمان في وقت مبكر أمس، قال مسؤول أمريكي كبير إن المحادثات الثلاثية ستكون «اجتماعاً مهماً» يركز على إحراز تقدم للالتزام بالموعد النهائي. ويقول مسؤولون أمريكيون إن نقاط الخلاف الرئيسة لا تزال قائمة بين الجانبين. وقال كيري الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة وشركاءها لا يفكرون في مَدِّ مهلة 24 نوفمبر، وإن كان لم يستبعد احتمال أن تمتد المفاوضات إلى ما بعد هذا الموعد إذا تم الاتفاق على القضايا الرئيسة ولم يتبقَّ سوى الانتهاء من التفاصيل الفنية. وقال مسؤول إيراني كبير قريب من المحادثات إن المشاركين سيبحثون «الفجوات التي لا تزال ضخمة وطاقة تخصيب (اليورانيوم) الإيرانية والجدول الزمني لرفع العقوبات». وتشتبه دول غربية وإسرائيل في أن إيران تسعى سراً لتطوير سبل إنتاج أسلحة نووية، وأثارت المواجهة المستمرة منذ عقد المخاوفَ من حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط المضطرب. وتهدف المناقشات بين ظريف وكيري وأشتون إلى وضع حدود يمكن التحقق منها لأنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية مقابل رفع العقوبات تدريجياً. وتنفي إيران أن تكون لديها أجندة لإنتاج أسلحة سراً، وتقول إنها تريد الطاقة النووية لأغراض سلمية فحسب، لكنها رفضت تقليص قدراتها على تخصيب اليورانيوم وتضررت بشدة بسبب عقوبات فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي عليها نتيجة لذلك. ووفقاً لدبلوماسيين غربيين يشاركون في المفاوضات، فإن نقاط الخلاف الرئيسة هي حجم برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم، ومدة أي اتفاق طويل الأمد، ووتيرة رفع العقوبات الدولية. ومع وصول كيري لعمان قال مسؤول أمريكي كبير إن المحادثات الثلاثية ستكون «اجتماعاً مهماً يركز على إحراز تقدم من أجل الالتزام بالموعد النهائي».