×
محافظة المنطقة الشرقية

تحالف-الأقلّيّات-وانبعاث-الخلافة

صورة الخبر

ــ مرت مائة سنة على بداية الحرب العالمية الأولى، ولا يزال الإنسان هو الكائن القاتل على هذه الأرض الذي يستمتع بجريمة القتل لأسباب يراها دائماً وجيهة؛ يقتل كي يحسن موقفه السياسي، ويقتل كي يتقرب من الله بزعمه، ويقتل لكي يضمن الأمن والسلام لبقية البشر الذين يشاركونه الجريمة ويصفقون لانتصاره على قيم الحياة!! ــ كل إنسان في داخله طاغية صغير؛ فإما أن يقمعه بتعاليم وأخلاقيات الدين، وإما أن يطلقه كالعفريت الذي لا يعود أبداً إلى العلبة، والمأساة أن الطغاة الكبار هم الذين يغيرون العالم والخرائط وتوجهات الشعوب وأفكارها في هذا العصر، وليس الأدباء ولا العلماء ولا المفكرين.. مأساة! ــ العالم بكل ما توصل إليه من حضارة لم ولن يستطيع إيقاف القتل، أو التخفيف من حدته؛ سيبقى القتل شرعة لملايين البشر، وسيبقى الضحايا كما هم في كل عصر: الصادقون والفقراء والثوار على الخطأ، والرومانسيون الذين يحلمون بعالم خال من الخيبات والانكسارات الحادة. ــ كلما تحضر الإنسان كلما استحر القتل بشكل مدهش، وسقط مزيد من الرقاب البريئة التي لا دخل لها بما يجري في الغرف السياسية المغلقة؛ فأين الخطأ؟ في الإنسان؟ أم في منظومة القيم التي يدعيها ويكتبها ويتغنى بها في كل عصر ثم يسقطها جميعاً في ساعة غضب قاتل؟!! ــ الحرب العالمية الأولى وكذلك الثانية نَمّت غريزة الطغيان وقوننتها عبر التحالف الذي يردع المعتدي، ولذلك فهتلر ليس هو القاتل الوحيد في الحرب الثانية؛ معه أيضاً ستالين وتشرشل وديجول وبالطبع أكبرهم هاري ترومان، ولكل هؤلاء ورثة إلى اليوم، ولكن المنتصر يقدم نفسه دائماً رجل سلام متحضراً وطيب القلب، ويكتب التاريخ بمزاج رائق ومرتاح!!