القاهرة: وليد عبد الرحمن أكد مجلس الوزراء المصري أمس أنه مصمم على مواجهة «الأعمال الإرهابية والعمليات التخريبية التي تقوم بها عناصر من تنظيم الاخوان»، وذلك عقب وقوع هجمات على عدد كبير من أقسام الشرطة والمباني الحكومية في القاهرة والمحافظات على مدار يومين، كما أعلنت وزارة الداخلية أنها اصدرت أوامر لأفرادها باستخدام الذخيرة الحية في مواجهة أي اعتداء على المنشآت أو القوات. وفيما استمرت المصادمات والاعتداءات على المنشآت من جانب جماعة الإخوان أمس، قال متحدث باسم الجماعة إن «الجماعة وحلفاءها تلقوا ضربة قوية»، وأنهم فقدوا قدرتهم على التنسيق المركزي، مشيرا إلى أن العنف معناه أن الغضب «خرج عن نطاق السيطرة الآن». وأكد بيان لمجلس الوزراء أمس أن الحكومة مصممة على مواجهة «الأعمال الإرهابية والعمليات التخريبية التي تقوم بها عناصر من تنظيم الإخوان»، موضحا أن «محاولات الاعتداء على المواطنين والمنشات العامة تدور في إطار مخطط إجرامي يهدف بوضوح الى تقويض اركان الدولة المصرية».. لكنه أشار إلى أن «الحكومة تسعى لعملية سياسية شاملة تتسع لكافة القوى والافراد الذين لم يتورطوا في اعمال العنف ولم تتلوث اياديهم بدماء الشعب». من جانبها، قالت وزارة الداخلية في بيان منفصل إنه «فى ظل استهداف تنظيم الإخوان لبعض المنشآت الحكومية والشرطية.. فقد اصدرت الوزارة توجيهاتها لكافة القوات بإستخدام الذخيرة الحية فى مواجهة أية اعتداءات على المنشآت أو القوات»، متابعا أنه «تم دعم كافة القوات المكلفه بتأمين وحماية تلك المنشآت بالأسلحة والذخائر اللازمة لردع أي اعتداء قد يستهدفها». وصدر البيان بعد ساعات من استمرار مظاهر عنف شديدة من أنصار جماعة الإخوان المسلمين أمس، عقب فض اعتصاميهم في ميداني «رابعة العدوية» (شرق القاهرة) و«نهضة مصر» (في محافظة الجيزة) بالقوة أول من أمس، ما أسفر عن سقوط أكثر من 500 قتيل ونحو 3700 مصاب. في غضون ذلك، قال جهاد الحداد، المتحدث باسم جماعة الاخوان، أمس إن الجماعة وحلفاءها تلقوا ضربة قوية من حملة أجهزة الأمن ضدهم.. وأنهم فقدوا قدرتهم على التنسيق المركزي، وأن العنف معناه أن الغضب «خرج عن نطاق السيطرة الان». وأضاف الحداد أن اراقة الدماء زادت صعوبة الامر على جماعة الاخوان المسلمين في اقناع أعضائها بالالتزام بالمقاومة السلمية للحكومة التي شكلت بعدما عزل الجيش مرسي.. وتابع «بعد ما نتعرض له من ضربات واعتقالات وقتل.. صارت الانفعالات أقوى من أن يوجهها أحد». وقال الحداد لرويترز إن تحركاته محدودة بسبب نقاط التفتيش الأمنية. ولم يستطع تحديد أماكن قيادات الجماعة. وأضاف «لا يمكننا حتى الآن تأكيد أماكنهم جميعا. أصيب اثنان من كبار القادة بالرصاص لكنهما على حد علمي ما زالا على قيد الحياة. فقد نحو ستة منهم أبناءهم وبناتهم.. إنها ضربة مؤذية.. ضربة قوية جدا»، متابعا: «لم يعد الأمر يتعلق بمرسي». وقام مئات من المتظاهرين المؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين ظهر أمس بالاعتداء على مبنى محافظة الجيزة واقتحامه وإشعال النيران به باستخدام زجاجات المولتوف (القنابل الحارقة)، ما أدى إلى احتجاز عشرات الموظفين بداخله وسط النيران. كما قام المتظاهرون بمنع سيارتى إطفاء من الوصول الى مبنى المحافظة لاخماد النيران، وقاموا باضرام النيران فى احداهما.. لكن قوات من الأمن نجحت في تفريق المقتحمين باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، ونجحت قوات الإطفاء في السيطرة على النيران. كما قام أنصار الإخوان بقطع الطريق الدائري (طريق رئيس سريع يحيط بالعاصمة) في الاتجاهين من ناحية شارع البحر الأعظم في محافظة الجيزة. من جهة أخرى، أعلن مصدر أمني أن عددا من أنصار الإخوان أطلقوا صباح أمس قذيفتين من مدافع «هاون» على مركز شرطة في محافظة أسيوط (جنوب القاهرة)، في محاولة لاقتحامه. وأشار المصدر لوكالة الأنباء الألمانية إلى وجود إصابات بين قوات الأمن، التي تبادلت إطلاق كثيف للنيران مع أنصار لجماعة الإخوان. وفي سياق متصل، قال مصدر أمني في أسيوط إن «مئات من أعضاء التيارات الاسلامية والمؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي أشعلوا النيران بمطرانية مار يوحنا المعمدان بمركز أبنوب»، موضحا أن «قوات الحماية المدنية لم تتمكن من السيطرة على الحريق حتى التهمت السنة النيران جميع أنحاء الكنيسة بمبانيها». وفي سيناء، قتل سبعة جنود مصريين في هجوم شنه مسلحون على نقطة تفتيش جنوب العريش، وقالت مصادر أمنية إن الهجوم «شنه مسلحون يرجح ان يكونوا من الجماعات المتشددة على نقطة حراسة جنوب العريش»، واضافت ان «المسلحين اقتحموا خيمة كان الجنود بداخلها واطلقوا عليهم الرصاص». وفي القاهرة، قال شهود عيان إن اشتباكات دارت بين قوات الجيش والأمن المركزي التابع لوزارة الداخلية من جهة، وبين المئات من الإخوان المتجمعين أمام مسجد «الإيمان» بمدينة نصر (شرق القاهرة)، وذلك عقب قيامهم بقطع حركة المرور أمام السيارات بشارع مكرم عبيد. كما ألقى عدد من المتظاهرين الحجارة على قوات الأمن الموجودة في قسم شرطة مدينة نصر أول، مما دفعها للرد بإلقاء قنابل الغاز المسيلة للدموع بكثافة. وقام عدد كبير من أنصار الإخوان بتشكيل لجان شعبية أمام المسجد وعلى مداخل شارع مكرم عبيد لحماية أنفسهم من هجوم قوات الشرطة، وقاموا بتفتيش كل من يدخل إلى المسجد كإجراء احترازي، وقاموا بخلع الأرصفة المجاورة وعمل متاريس وغلق جميع الشوارع المؤدية إلى المسجد. ونظم عدد من أنصار الرئيس المعزول 3 مسيرات للانضمام إلى المعتصمين في مسجد الإيمان، حيث جاءت مسيرتان من منطقة الألف مسكن والنزهة، وشدد أنصار المعزول على أنه تم فض ميدان رابعة وهذا سيؤدى إلى وجود ألف مكان غير ميدان رابعة العدوية للاعتصام به. يأتي ذلك فيما شارك وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم والعديد من قيادات الشرطة والقوات المسلحة، في الجنازة العسكرية لتشييع جثامين ضحايا الشرطة الذين سقطوا في عملية فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وذلك من مسجد الشرطة بالدراسة. من ناحية أخرى استمرت عمليات الإزالة لمخلفات أنصار الرئيس المعزول بعد أن قامت القوات الأمنية بفض الاعتصام، حيث تواجدت في الميدان سيارات وجرارات تابعة للشرطة والقوات المسلحة لإزالة مخلفات الخيام والمنصة والحرائق التي حدثت، بالإضافة إلى إزالة السيارات التي جرى حرقها. فيما كلف الفريق أول عبد الفتاح السيسي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بإجراء جميع الإصلاحات وأعمال الترميم ورفع الكفاءة لمسجد رابعة العدوية والمستشفى وجميع المنشآت والمصالح الحكومية المتضررة وإعادة الميدان إلى مظهره الحضاري على نفقة القوات المسلحة. وأسفرت المعاينة المبدئية لميدان رابعة العدوية مقر اعتصام أنصار الإخوان، عن العثور أسلحة نارية وبيضاء بمقر الاعتصام وعدد من طلقات الخرطوش. وتبين لفريق نيابة شرق القاهرة، احتراق المسجد بالكامل واحتراق مكتبة المصاحف داخله، وتبين العثور على كمية كبيرة من الأحذية والملابس وزجاجات المياه والمتعلقات الشخصية الأخرى، كما وجد فريق النيابة آثار الحريق بكل مكان بالميدان، بالإضافة إلى بعض النيران مشتعلة حتى الآن. وطلبت النيابة عقب إجراء المعاينة تقارير المعمل الجنائي والأدلة الجنائية حول المعاينة وتحريات المباحث حول الواقعة. في سياق متصل، دعت جماعة الإخوان للحشد اليوم (الجمعة) في مظاهرة «رفض فض الاعتصام»، وقال محمد أبو سمره أمين عام الحزب الإسلامي، الذراع السياسية لتنظيم الجهاد، إن «مظاهرة اليوم ستكون «جمعه الغضب الثانية» (في إشارة لمظاهرة الغضب الأولى في 28 يناير عام 2011)، وانتفاضة لتحقيق ثورة إسلاميه عارمة.