ساءني وأثار استغرابي واستهجاني موقف ذلك الشاب الذي يمتطي سيارة فارهة غاية في الأناقة والجمال والنظافة أن يفتح نافذة سيارته الباهظة الثمن ويرمي علبة عصير فارغة وسط الشارع دون اكتراث بمشاعر الآخرين وهذا التصرف والسلوك غير الحضاري قد يشعرك بأن الشارع أحد أملاكه الخاصة فهو تجاوز مراعاة الأخلاق والذوق العام وآداب النظافة فما بالكم بإماطة الأذى عن الطريق التي حثنا عليها رسول البشرية بأنها صدقة. ولكن وللأسف (إذا لم تستح فاصنع ما شئت). فالنظافة كما يصفها الإغريقيون بأنها فن الصحة وأيضا تسمى بشرائع الطهارة والشرائع الاجتماعية والنظافة من الإيمان هو تعبير وحكمة دارجة ليس في الإسلام فحسب بل في الأديان الأخرى. وتتعدد مسميات حملات التوعية بالنظافة من عين النظافة إلى وطن خال من القمامة إلى أنا مواطن راق ورمي النفايات ليس من أخلاقي إلى النظافة من الإيمان وإلى حافظ على نظافة مدينتك. وتحرص هذه الحملات على التحذير من إهمال النظافة ورمي النفايات والمناديل وأعقاب السجائر والعلب الفارغة من السيارات وكذلك صب المجاري في الأرض الفضاء وتسرب المجاري وإلقاء الأنقاض في الأرض الفضاء والبصق على الأرض وغيرها من السلوكيات الخاطئة. ولذلك تتراوح الغرامات من دولة إلى دولة، ففي المملكة تتراوح من 150 إلى 5000 ريال وفي الإمارات تبدأ من 500 ريال وفي قطر تصل إلى عشرة آلاف ريال وفي سنغافورا 500 دولار وفي هونج كونج 1500 دولار وفي الولايات المتحدة الأمريكية تصل إلى ألف دولار وحسب ما تشير مجلة (Forbes) الأمريكية فإن أنظف عشر دول في العالم هي أيسلندا وسويسرا وكوستاريكا والسويد والنرويج وميروشيس وفرنسا والنمسا وكوبا وكولومبيا. ولذلك وحتى تصبح بلادنا نظيفة وتحتل مرتبة عالية في النظافة نحتاج إلى وعي شامل وتعاون وثيق ومستمر بين المواطن والجهات المعنية بالنظافة فمستوى نظافة أي مدينة يعكس حقيقة مستوى تطور البلد ومستوى وعي سكانها وللنظافة أثر ودور كبير في التوازن النفسي للإنسان وكونه يعيش في بيئة نظيفة سيشعر حتما بالسعادة فهي جزء من الصحة والجمال والبهاء والمتعة ولعل دور البيت والمدرسة مهم جدا في هذا الشأن ولنا في التجربة اليابانية في تربية الأطفال على النظافة من المدرسة خير مثال والتي عرضها أحمد الشقيري في برنامجه المميز (خواطر) كنموذج حي لتطبيق الوعي والنظافة في المدارس وما طبقته بعض مدارسنا تحت حملة (فينا خير) ولكن وللأسف هذه الحملات وقتية ينتهي دورها وتأثيرها بانتهائها، كما أن كثيرا من قوانين الغرامات لا تطبق وليست هناك متابعة ومراقبة وآلية محكمة كما هو الحال في (ساهر). aalhabib@okaz.com.sa