أوضحت الدكتورة سحر رجب المستشار النفسي والأسري، تنامي الحديث عن ظاهرة التحرش والعنف الأسري في الآونة الأخيرة، وقالت «التحرش مرفوض رفضا قاطعا وكذا العنف». وأضافت «يمارس «المعنف» نفسيا هذا السلوك على المستضعفين ومن هم أصغر سنا بقوة لتفريغ طاقته وانفعالاته المكبوتة بعد أن وجد ضالته في شخص آخر يمارس عليه سطلة التعنيف، وعلى الأسر أن تلتزم بتربية من هم تحت وصايتها تربية راقية دون عنف أو تعنيف، حتى ينشأ بصحة وفكر صحيحين». وبينت الدكتورة سحر أن الرجل الذي يعنف زوجته يكون قد تعرض بلا شك للتعنيف سابقا سواء من الأب أو الأم أو حتى من معلميه والجيران، وهذه الشخصية معقدة وتخشى الضرب ولو من باب المزاح، لأنه تربى على العصا أو الكلمة الجارحة، فأصبح عديم الشخصية مستسلما، ألغى تفكيره من أي شيء حتى المقاومة لم تعد تهمه، بعد أن فقد ثقته بنفسه ومن حوله، لذلك علينا أن نعرف أن العنف ليس بالضرب والحروق وتبعياته، بل يشمل اللفظ والتهديد والعنف الجماعي والفكري، وأخطر أنواعه قتل الشرف والعنف المستتر. وأردفت «للعنف أوجه كثيرة، منها استخدام القوة المادية والمعنوية لإلحاق الأذى بآخر استخداما غير مشروع». وزادت «أسباب العنف كثيرة منها، سوء التربية والنشأة في بيئة عنيفة، ضعف الوازع الديني وسوء الفهم، غياب ثقافة التشاور والحوار في الأسرة، سوء الاختيار وعدم تناسب بين الزوجين في مختلف الجوانب بما فيها الفكرية، الظروف المعيشة الصعبة كالبطالة والفقر، وأخيرا يترتب على العنف الأسري آثار خطيرة على الزوجين والأولاد والمجتمع، ومن اسبابه كذلك الزواج المبكر، تعاطي الكحول، نوع العنف الذي تعرض له الزوج أو الزوجة في طفولتهما، إلى جانب السجل الإجرامي للمريض النفسي كالاكتئاب والاضطرابات الشخصية مثلا».