فتحت الأجهزة الأمنية في بريطانيا، ملف تحقيق موسع، لمعرفة تفاصيل وخفايا «حادثة اعتداء» وقعت لطفلة سعودية من والديها. ووجهت إليهما تهمة «التعنيف»، إثر ظهور بقعة زرقاء على جزء من جسد الطفلة، ما استدعى التحقيق معهما على الفور، بعد إحالة ملف الطفلة من طريق شؤون الرعاية الاجتماعية، التي بدورها قامت بالتحفظ على الطفلة، لحين تحسن صحتها، وانتهاء الإجراءات الأمنية اللازمة في الموضوع. وبحسب مصادر «الحياة» تسلمت شؤون الرعاية الاجتماعية في مدينة جلاسكو، أول من أمس، الطفلة، التي تبلغ من العمر شهرين، من والديها، موضحة أن «ما ظهر على وجهها من بقعة شديدة الزرقة، لا يمكن بروزها سوى بفعل فاعل»، لافتة إلى أن الأمر سيتضح بعد «إحالة ملف الطفلة إلى الأجهزة الأمنية، وإجراء التحقيقات لكشف ملابسات، ما أسمته بـ «التعنيف». فيما نفى والدا الطفلة صدور أي عنف منهما نحو طفلتهما. وبرر والدا الطفلة، ما ظهر على وجه الطفلة بـ«آثار ما بعد النوم، لكونها تنام بوضعية خاطئة، ما أظهر بقعة زرقاء على أحد خديها»، وأكدا أنهما فور اكتشاف البقعة، بادرا إلى تغيير وضعية طفلتهما، وقاما بنقلها إلى المستشفى لفحصها، وعرضها على مختصين، للتأكد من عدم وجود أي ضرر على حياتها وصحتها. وقام والد الطفلة، الذي يدرس في إحدى جامعات مدينة جلاسكو، بإبلاغ السفارة السعودية في لندن، وإشعارها بما حصل، واحتجاز شؤون الرعاية الصحية طفلته، وتعرضه وزوجته إلى التحقيق، من أجل مساعدتهما ومتابعة الموضوع، لحين إعادة الطفلة، بحسب الإجراءات المتبعة في بريطانيا، وذلك بالتواصل مع قسم الرعايا السعوديين في السفارة. وما زالت شؤون الرعاية الصحية تحتفظ بالطفلة، ولم تعدها إلى ذويها، وذلك لحين ظهور النتائج والتقارير الطبية، وتفاصيل التحقيقات لدى الأجهزة الأمنية، التي من حقها تأكيد إن كان ما وقع للطفلة يُعد «تعنيفاً»، أم «أمراً طبيعياً». فيما تعمل السفارة على التعامل مع مثل هذه الحالات، للطلبة السعوديين المبتعثين في بريطانيا، وذلك بمتابعة إجراءاتهم، وكل ما يتعلق بهم من قضايا. من جهتها نفت السفارة السعودية في بريطانيا تسلمها إشعاراً من ذوي الطفلة المشتبه في تعنيفها، ومعلومات حول التحفظ عليها من قسم شؤون الرعاية الاجتماعية، إضافة إلى إخضاع والديها إلى التحقيق من الأجهزة الأمنية. وأكد المسؤول في إدارة القسم الإعلامي لدى السفارة سلطان الخزيم لـ «الحياة»، «عدم ورود أية معلومات بهذا الشأن»، لافتاً إلى أنه «لم يتم إبلاغنا بهذه الحادثة». وأبدى الخزيم عدم رغبته في الإفصاح عن الإجراءات المتبعة، التي تقوم بها السفارة في مثل هذه القضايا الخاصة بالمبتعثين، وما إذا كانت السفارة تقوم بتكليف محامين، لمتابعة مستجدات هذه القضايا، عازياً السبب إلى أن ذلك «مسؤولية شؤون الرعايا في السفارة».