فيما يواصل تنظيم «داعش» تجنيد عناصر في دول الخليج لتنفيذ عملياته الإرهابية، بات «حزب الله» اللبناني - طبقاً لمحققين - المنافس الرئيس للتنظيم في تجنيد خلايا من أبناء المنطقة، بينهم فنانون ومثقفون، اتضح لبعضهم صلة بالحرس الثوري الإيراني. ورجحت مصادر مطلعة تورط مجموعة من أبناء دول مجلس التعاون في ما يعرف بـ«خلية العبدلي» التابعة لتنظيم «حزب الله». وأشارت إلى أن العملية التي شهدتها منطقة العدان في الكويت أول من أمس، تأتي امتداداً للعملية التي نُفذت الأسبوع الماضي، واصفة الإنجاز الذي حققته قوى الأمن الكويتي أخيراً برأس جبل الثلج، ووصفت الأيام المقبلة بـ«الثقيلة جداً» على «حزب الله» وعناصره في الخليج. ويتوقع أن تتسع دائرة الضبطيات في أكثر من موقع، إضافة إلى عمليات توقيف متورطين في الكويت والبحرين والسعودية، وذلك من خلال التنسيق الأمني بين دول مجلس التعاون الخليجي، مؤكدة أن بين تلك العناصر مجموعة من الفنانين والمثقفين ذوي العلاقة بـ«حزب الله» والحرس الثوري الإيراني. وعدت المصادر تجنيد أبناء دول مجلس التعاون لمصلحة الحرس الثوري الإيراني بالمكسب الكبير، وذلك لسهولة انتقالهم بين دول المجلس من دون تأشيرات دخول أو خروج، في حين لا يمنع ذلك وجود عناصر أجنبية كاللبنانية أو الإيرانية التابعة للتنظيم، كالتي تم توقيفها أخيراً ضمن «خلية العبدلي». من جهة ثانية، تواصل قوى الأمن الكويتية تحقيقاتها، وعمليات تمشيط أمني واسعة للكشف عن مضبوطات وخلايا نائمة تابعة لـ«حزب الله»، فبعد كشف «خلية العبدلي» نهاية الأسبوع الماضي، ضبطت العناصر الأمنية أول من أمس مجموعة من الأسلحة والخرائط وأجهزة الاتصال اللاسلكية في أحد المنازل في منطقة العدان. ولم تصدر وزارة الداخلية الكويتية بياناً في شأن هذه العملية. ووصف رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام الدكتور فهد الشليمي عمليات التجنيد التي تمت لعناصر من «حزب الله» في دول مجلس التعاون، بالنتيجة الحتمية لعمل استخباري قام به «حزب الله» الذي يعد أحد أذرعة الحرس الثوري الإيراني خلال فترة ليست قصيرة. إضافة إلى مواكبته وسائل التواصل الحديثة من خلال 25 قناة فضائية تمولها إيران وتبث محتواها باللغات العربية والإنكليزية والإسبانية. وقال: «هناك غرف عمليات تدار من إيران على مدار الساعة، بنظام النوبات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، باللغة العربية، وتستهدف دول الخليج وتقوم في الوقت ذاته بتجنيد عناصرها من خلالها». وطالب بجهد خليجي مشترك وخطاب إعلامي موحد تجاه إيران».