×
محافظة مكة المكرمة

بعد 5 أعوام على «كارثة السيول» إيداع مسؤول بـ«أمانة جدة» السجن!

صورة الخبر

* في حوار َضمّ نخبة مثقفة كان الموضوع المطروح فيه (ثقافة التربية وفلسفة التغيير) في جيل النشء، الذي تعوّد على نمط سهل في الحياة وقد طرح تربوي في المجموعة ما يشعر به من خوف وقلق على أولاده جرّاء الانفتاح اللا محدود في قنوات الإعلام الجديد وتواصله المحفوف– أحيانًا – بالكثير من المخاطر غير المحسوبة.. وقد حدّثنا عن تجربة أولاده مع اللعبات الجماعية، التي يمارسها مجموعة من الأصحاب عبر الإنترنت وقنوات التواصل مجتمعين من أقطار مختلفة على مستوى دول العالم.. وصديقنا يحار في الأمر حين يطلب إليه أولاده بطاقته الائتمانية لتسديد قيمة الاشتراك في تلك الألعاب فإن رفض امتعض الأولاد واستاءوا من تصرف والدهم وحرمانه لهم من متعتهم في اللعب والتواصل مع أقرانهم.. وهو تصرّف بمعيار وأحكام جيل اليوم ونظرية الحقوق الإنسانية ضرب من التعسف واستلاب الحق المكفول لهم!! وإن رضخ واستجاب نزولًا عند رغباتهم ليمارسوا ألعابهم خشى من عواقب وسلبيات ذلك التواصل..!! * وقلت له في مداخلتي إن ثقافة التربية في عصر اليوم تشوبها الكثير من النظريات المتباينة، والتي قد تختلف وربما تتعارض مع بعض ما ألِفْناَه في بيوتنا القديمة وما ورثناه من أبائنا وأجدادنا وما تعوّد عليه مجتمعنا.. فإذا كان التواصل مع الأقران على مستوى العالم يحقق عددًا من المزايا في عرف النظريات الحديثة لأنه يكفل لهم الاندماج مع الآخر والتعامل معه والتعرف عليه والانفتاح على ثقافته والاستفادة من سبقه العلمي والتعليمي والتقني، فضلًا عن تنمية القدرات اللغوية لدى الأبناء إلا أن مخاطره كبيرة ومنها التعامل مع أنماط مختلفة من البشر جرعات ومقاييس الحرية في ثقافتها كبيرة ومتغيرة ولا تحدّها شرائع أو أنظمة إلى جانب تفاوت الصحيح واللائق وغير اللائق والقواعد والقناعات، وكل ذلك يمكن أن يصيب أولادنا بالتشويش والتناقض وقد يغري البعض منهم سلوك وقناعات يجدها أو يكتشفها عند الآخر ويحبّها ويرى في منعنا لها ضرب من التعسف والديكتاتورية، والأمر يحتاج إلى كثير من التحليل والدراسة.. * في تصوّري أن جيل اليوم وسلوك التربية قد تجاوز حد المنع في شيء ما دون أسباب أو إقناع بالتهديد والوعيد وأصبح يحتاج إلى شيئين: - الإقناع ومحاولة بلورة الأسباب والاجتهاد في إقناعهم بوجاهتها وهو أمر صعب وشائك. - إعادة هيكلة وبناء الأسس في ثقافة أولادنا، وذلك بالتركيز على تصحيح المفاهيم الخاطئة وزيادة جرعات الإيمان وتحديد القواعد التي يقوم عليها السلوك والانضباط بما يوفر للأولاد المزيد من الثقافة الدينية والأخلاقية والتربوية مع تحديد مخاطر وعواقب الانفلات والتفسّخ وضرب أمثلة لما حدث في نماذج الانفتاحات اللا مشروطه.. فنحن نسمع اليوم عن المخدرات الذكية من خلال التواصل الصوتي وغيره من الأنماط المرعبة وما تجرّه على النشء ولا بد أن نذكر لهم أمثلة لما آل إليه بعض الشباب والفتيات وما دفعوه من ثمن والمشكلة تكمن في الفتيات اللاتي قد ينفتحن على ثقافة الآخر والتواصل مع قنوات إعلامه الجديد دون رقيب وعلى الأم هنا مسؤولية كبيرة جدًا فهي التي يفترض أن تكون قريبة من بناتها ولا تتركهن يفعلن ما يرغبن أو تكون على جهل – للأسف - بتقنيات الإعلام الجديد فلا تفقه فيه ولا تكلّف نفسها بالبحث عنه ومحاولة فهمه وفاقد الشيء لا يعطيه.. فبعض الأمهات للأسف الشديد يعتقدن أن التربية ورسالتهن تنتهي بإكمال دراسة بناتهن ويغدقن عليهن بالمال ولا يبحثن في أسس رقابتهن والسيطرة عليهن بالتعاون مع الأب وعدم إخفاء شيء عنه رغم خطورة ضياع الفتاة لأنه يمثل ضياع أسرة وجيل من بعدها.. * نعود إلى حيرة صديقنا التربوي ونقول له إن إعادة هيكلة التربية والتحصين للأولاد والبنات مهم جدًا، لكن نجاحه يعتمد على التعاون بين الوالدين وعدم إقصاء أحدهما بعناد الآخر والأهم من ذلك في التعامل مع المثال الذي ذكره صديقنا التربوي عن انفتاح الأولاد ورغبتهم في اللعب مع أقرانهم بالخارج فقد لا يجدي تحصينهم بزيادة جرعات الإيمان والأخلاق ووضع القواعد لأن نجاح هذه الأمور مرهون باتباعها منذ الصغر فإذا كبر الأولاد والبنات صار التعامل معهم ومنعهم أكثر صعوبة والشرح لهم ربما لا يحقق المطلوب والبديل هو إيجاد البدائل لهم.. فمن المقترح في هذه الحالات جرّ الأولاد إلى حيزّ اللعب الجماعي مع الأسرة، وهو ما يغفل عنه الكثير من المربيّن في البيوت فاللعب في: PlayStation الذي يوّفر جوًا حماسيًا تنافسيًا من جانب ويشرك الوالدان من خلاله في الألعاب وخاصة كرة القدم، وكذلك ألعاب الشطرنج و(الفليبرز) و(الكيرم) وغيرها إلى جانب الخروج في رحلات جماعية واللعب في الهواء الطلق أو النوادي.. وهذه البدائل سوف تحقق فوائد الاندماج بين أفراد الأسرة الواحدة وتقلّل من ساعات جلوس كل واحد منهم بمفرده في غرفته يتواصل في الإعلام الجديد مع من لا نعرف ولا ندري ما يدور بينهم فيه. * إن توفير بدائل تُشرك الوالد أو الوالدة أو كلاهما مع الأولاد يحقق الكثير من الفوائد المجرّبة فهي تجلب متعة كبيرة للأبناء والبنات تشغل أوقاتهم وتحقق لهم البدائل عن الاتصال والتواصل الخارجي، فضلًا عن خلق اتصال وتواصل داخلي في الأسرة فقدته مع هجوم صرعة الإعلام الجديد وأجهزة الهاتف الذكية ربما نجذبهم رويدًا رويدًا إلى متعة البيت والأسرة بدلًا من فرض قطع تواصلهم مع أقران الخارج قسرًا وسوف يعودون من تلقاء أنفسهم بترك التواصل مع الخارج. دوحة الشعر: رِضا الأنامِ مُرًاد ليس يَشغلني أَرْضيَْتُ نفَْسي ورَبّ اللوح والقلمِ alshaden@live.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (45) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain