•• قد ينسى الهلاليون، يوما من الأيام، أن النصر أخذ منهم ما أخذ من بطولات، وربما ينسون أنه كان بينهم وبين الأهلي علاقة وصلت لمرحلة أن الناديين صارا اثنين في واحد، وربما لن يذكر الهلال مع تغير الأحداث خصامه مع الاتحاد وثنائيته مع الشباب، كل هذا وأكثر قد تنساه ذاكرة الهلال المتجددة والمتقدة، لكن هذه الذاكرة لن تنسى حمى ليلة السبت الحزينة، ولن تنسى فريقا أستراليا اسمه سيدني، وحكما يابانيا قال كلمته ومضى إلى حال سبيله، تاركا للإعلام الغاضب الولولة والشتم وأشياء أخرى! •• الياباني الذي لم يوفق في إدارة المباراة لم يكن السبب في خسارة الهلال لبطولة كانت أقرب له من أي بطولة آسيوية أخرى، ولي في هذا القول ما يسنده من أسباب وحجج! •• إذا كان الحكم أضاع على الهلال ــ على قول المحللين ــ ثلاث ضربات جزاء، منها على الأقل واحدة حوت كل الأخطاء العشرة، فلاعبو الهلال على مدار الشوطين أضاعوا فرصا لو تحقق ربعها لخرج الهلال فائزا بنصف درزن من الأهداف! •• بعودة إلى شريط المباراة واسترجاع أحداثها، ستجدون أن المباراة كانت على باب واحد، لكن في هذا الباب حارس عملاق هو مثل زوف الإيطالي وكسياس الإسباني، وحينما أمنحه هذه الأولية والأفضلية المطلقة، فهنا أتحدث عن حارس بحجم فريق، وفريق شاله حارس ويشاركه النجومية خط دفاع حول مهاجمي الهلال إلى كومبارس، وأي كومبارس يا ناصر! •• وأنا أرى نسبة السيطرة والاستحواذ وعدد الضربات الركنية والفاولات قلت إنها بين الهلال وفريق من دوري ركاء أو أقل، لكن حينما عدت لمسيرة سيدني في هذه البطولة وجدتها بذات الأسلوب مع كل الفرق التي التقاها، أي أنه أسس مع مدربه الشاب لما يمكن أن نسميه فكرا جديدا في كرة القدم! •• إلا أن ما صار له مع الهلال كان جنونا، وأي جنون، سيطرة وفرص ضائعة وجمهور آهاته مع ضياع أي فرصة كانت تهز الملعب والأماكن المجاورة للملعب الذي بات لا يلعب مع أصحابه، وهذه أيضا حكاية أخرى جسدتها فرقنا مع الفرق الإيرانية في طهران، ومنها الهلال! •• ثقافة أو مقولة الأرض تلعب مع أصحابها باتت (دان قديم)، على مستوى كأس العالم نسف في النسخة الأخيرة بسباعية ساحقة ماحقة من الألمان في مرمى منتخب البرازيل، ومحليا آخرها ما فعله هجر بالاتحاد، ولهذا يجب أن نعمل على البحث في قاموس كرة القدم عن جديد مفيد غير الأرض التي بدأ دورها يتلاشى! •• أتفهم إلى حد كبير انفعال بعض الجماهير الهلالية التي تظل في الأول والأخير عاشقة، وطبيعي أن تغضب، لكن أن تصل حالة الانفلات إلى زملاء المهنة ويبدأ الردح بينهم في تويتر عيانا بيانا، وبعبارات أخجل أن أكمل قراءتها عطفا على كتابتها، فهنا نحتاج من الإعلام التنويري أن يتدخل، فما يحدث ــ أقسم بالله ــ كارثة أخلاقية لمهنة الأخلاق والمبادئ! •• شكرا، جماهير الهلال على الحضور والدعم، ولكن الأرض في هذه المباراة لم تنفع أصحابها! •• آخر سطر: آسيا لم تعد تحب الهلال فمن خان الآخر؟!.