أرفع لوحة "الخطر"، حيث يُعرض مسلسل التسلل برا وبحرا، وفي وضح النهار، وحملات أجهزتنا الأمنية لا تتوقف والأرقام تكشف لنا حجم "الخطر"، القضية ليست تسللا من أجل البحث عن لقمة العيش فهذه لها إجراءاتها القانونية والإنسانية، أما وقد وصلت الحملات إلى تسريب الرجال والعتاد فهنا نتوقف عن الكلام المباح وننطلق نحو الحلوق واليدين. آخر إحصائيات ملاحقة المتسللين التي تصدى لها حرس الحدود بالمواقع الحدودية التابعة لعسير وفق المتحدث الرسمي "هذه الحملة المخيفة اخترقت منطقة كاملة قبل التصدي لها"، تضمنت محاولة تهريب 14 ألف متسلل و39821 ذخيرة حية متنوعة، 1935 كلجم حشيش، 7857 كلجم قات، 379 كلجم شمة، حتى الجانب الإنساني لم يهمله رجالنا فتم إنقاذ حياة ثلاثة غرقى في عرض البحر، طبعا هذه العمليات التي تصدى لها حرس الحدود راح ضحيتها بعض رجالنا المخلصين، وهذه الإحصائيات هي جزء من كُل، فكم نسبة الذين اخترقوا جدارنا الأمني قياسا بنتائج الحملات؟ تصوروا أن بعض المتسللين لا يكتفون بتسويق مخدراتهم وأسلحتهم وبضائعهم المحظورة، بل وصل الأمر إلى لعب مباريات كرة قدم و"كشتات وفلة حجاج"، وتصوروا أن بعض الذين تم ترحيلهم قبل عدة أشهر ذهبوا لزيارة أهلهم وعادوا للمواقع نفسها التي اعتادوا عليها، وتصوروا أن جرأتهم إلى درجة إنشاء مصانع للخمور وأوكار للدعارة في كل أنحاء البلاد. حملات التطهير لا تتوقف، وأضخم حملة قادها أمير عسير العام الماضي وتم تطهير الجبال والوديان ومحاصرة المتسللين، انخفض على إثرها معدل الجريمة ومخاطر العمالة، وأغلقوا سوق خمورهم ودعارتهم وذخائرهم ومخدراتهم، وفجأة عادت حليمة لعادتها القديمة، وفق الأرقام التي لا تكذب ولا تتجمل، نريد حلولا جذرية.. الأذكياء يحلون المشاكل والعباقرة يمنعون وقوعها... نريد حلا.