في سبتمبر الماضي وقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وقد فاض به الأمر، وطفح لديه الكيل من مناورات الحكومة الإسرائيلية بزعامة الصهيوني نيتنياهو، ومَن هم على شاكلته. ومَن هُم على شاكلته ليسوا بالقليل. إن عباس بالرغم من صبره الطويل على اليهود، واعتراضه المتكرر على معارضيه الذين حذّروه من كذب اليهود وعدائهم الشديد، وعدم تقديمهم إلاّ الفتات مقابل التنازل عن كثير من المسلّمات. فقد اعترفت منظمة التحرير بحق إسرائيل في الوجود دولة قوية ذات سيادة في حين تبخل على الفلسطينيين بدولة منزوعة من كل سلاح، واعترفت منظمة التحرير أيام الراحل عرفات بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، في حين تعمل إسرائيل على التهام القدس الشرقية، ورضيت منظمة التحرير لكلِّ إسرائيلي العيش بكرامة وحرية على أرض فلسطينية مغتصبة، في حين تبخل إسرائيل على الفلسطينيين العيش لا بنصف كرامة، ولا بربع حرية. وقال عباس أمام الحشد الدولي الكبير: (ليس مجديًا استنساخ أساليب ثبت عقمها. ومن المستحيل العودة إلى دوامة مفاوضات تفرض إسرائيل نتائجها مقدمًا، ولا جدوى لمفاوضات لا تؤدّي لإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي التي تم احتلالها عام 1967، ولا جدوى لمفاوضات لا تلتزم بجدول زمني صارم لتحقيق هذا الهدف). وأضاف: (إسرائيل ترفض صنع السلام، وتحاول إضفاء طابع ديني على الصراع، وتكريس ذلك في المناهج الدراسية، وممارسات الاحتلال وفرض ثقافة عنصرية، وخطاب تحريض وكراهية). وبدوري أوجّه الخطاب لكلِّ أولئك الذين صدّعوا رؤوسنا بأهمية الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع العدو المغتصب للأرض، وللكرامة، وللإنسانية! ها قد جلس عرفات، ومن بعده عباس. منذ 23 سنة كانت أوسلو، ثم أعقبتها مدريد. نعم جلسوا، وحرثوا اللؤم الصهيوني الذي سبقت إليه يهود يثرب قبل 1435 عامًا، منذ أن أهلّت أنوار محمد عليه الصلاة والسلام في ربوع المدينة. منذ ذلك اليوم والحقد اليهودي المشبع بتعاليم الصهيونية الحديثة ينمو ويكبر ويزداد علوًّا وفجورًا. ومع ذلك يردد علينا بعض رجال الإعلام وحملة الأقلام حدوتة (السلام)، وكذبة (المفاوضات)، ومحدودية (الخيارات). ها نحن اليوم في المربع الأول، وفي النقطة صفر. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain