من نكبات العراق وسوريا ــ غير المنظورة ــ هي النهب المنظم والعشوائي لآثارهما المنقولة، والدمار المنظم والعشوائي كذلك لآثارهما الثابتة. وهي كارثة لا تقل فداحتها (المركبة) عن كارثة القتل والتهجير المنظم والعشوائي للناس في كلا البلدين. إنه (السخط) والعياذ بالله، ولا شيء غيره. الكل تحدث عن ما حصل في العراق، ولكن ومع غبار التدمير ودخان الحرائق وسفك الدماء ولجلجة الأصوات في سوريا، حجبت الرؤية عن مشاهدة العبث الذي طال آثار سوريا ولازال يطولها. فمنطقة (افاميا) مثلا ــ وهي المسجلة على لائحة التراث العالمي في (اليونسكو) ــ تعرضت لعمليات حفر عشوائي ومنظم ونهبت منها تماثيل وفسيفساء وأعمدة، ولم يبق فيها سوى التراب. وفي حمص طاول العبث حتى مسجد (خالد بن الوليد) وضريحه. وفي حلب دمر فندق (كارلتون) الذي شيد في عام 1883م، والأدهى والأمر أن (50%) من منازل حلب التاريخية قد دمرت، بما فيها أسواقها التقليدية التي تعد هي الأقدم في العالم، وكذلك المسجد الأموي في تلك المدينة، والفضل في كل ذلك يرجع إلى (بركات) براميل النظام المتفجرة، ولا أستثني كذلك من رعونة الجيش الحر. *** شهدت إحدى قرى الأناضول بتركيا، أغرب ولادة منذ مولد النبي عيسى عليه السلام. فقد سمع حارس إحدى المقابر وهو يطوف ليلا بالقبور صوتا ينبعث من قبر امرأة حامل دفنت حديثا وترك باب قبرها مفتوحا، ولما نزل ليستقصي الأمر، ذهل إذ وجد أن الميتة قد وضعت طفلا وأن الطفل على قيد الحياة!. ولما كان والد الطفل قد توفي قبل أمه بشهور، فقد كتبوا في شهادة ميلاده: أنه يتيم الأبوين، ومكان ولادته المقبرة (الفلانية). *** حقا لو تركت الحرية لأموال البخلاء لسارت في مظاهرات تهتف ضد الظلم والاستعباد !!. *** ذكر لي شرطي يعمل في منطقة حائل، قائلا إن رجلا مسنا أتى لي في القسم يشتكي ويقدم بلاغا ضد مجهول سرق كفرات سيارته، وحيث لا معلومات ولا إثباتات موثقة فقد عجزنا عن الوصول للسارق. واضطررت أن أقول له محاولا التخفيف عليه: الله يعوضك خير يا عم، تلقاها بالآخرة إن شاء الله. وتفاجأت به يرد علي غاضبا وهو يقول: وش أبي بها بالآخرة. الناس بالجنة قاعدين على سرر متقابلين، وانت تبيني قدامهم أدربي كفراتي مثل المهبول؟! .. انتهى. يا ليتني أدخل الجنة حتى لو كنت أدربي كفرات مستعملة ــ ولكن (هيهات، إلا برحمته تعالى). نقلا عن عكاظ