×
محافظة حائل

نادي حائل الأدبي ينظم «ليلة وفاء» تكريماً للراحل العفنان

صورة الخبر

على قدر التطوير الذي يحصل في الهلال الأحمر إلا أن هناك جوانب قصور واضحة في أدائه؛ لا يزال المجتمع يلمسها واقعاً أمامه. وعندما نتحدث عن قصور في الهلال الأحمر فنحن نتحدث عن موت أو حياة؛ قيمة الثانية هنا محسوبة بدقة، وثمنها غالٍ جداً، لا يحتمل تهاوناً أو تساهلاً. دعوني أسرد لكم حادثتَين، اطلعتُ على تفاصيلهما عن قرب، تُبينان وجود قصور واضح في أداء الهلال الأحمر. الأولى لحالة إسعافية طارئة نتيجة إغماء غير معروف السبب لإحدى الطالبات في المتوسطة 85 للبنات بالرياض؛ استدعت طلب الهلال الأحمر. وبناء على تواصلي مع إدارة المدرسة فقد استغرق وصول الهلال الأحمر منذ الاتصال 40 دقيقة!! وهو زمن لا يمكن تجاوزه دون تساؤلات كبيرة للغاية!! فما السبب في هذا التأخير المبالَغ فيه؟ ماذا لو كانت الحالة إصابة شخص بنوبة قلبية؟ أو إغماء نتيجة انخفاض سكر، أو غيرها من الحالات الخطرة التي تُحسب فيها الثانية قبل الدقيقة؟! ما مبررات الهلال الأحمر تجاه ذلك التأخير؟ ومن هو المسؤول عنه؟! وللمعلومية، ففي بريطانيا وعدد من الولايات الأمريكية يستلزم الاستجابة لاتصال الحالات الإسعافية الخطرة خلال 8 دقائق أو أقل. الحالة الثانية تجربة شخصية قبل بضعة أشهر؛ إذ هاتفتُ الهلال الأحمر لطلب الإسعاف في حادث مروري. تخيلوا أنني ظللتُ أحاول عشر مرات للاتصال بهم، ولا مجيب!! المصيبة أن الهاتف يرن إلى أن ينقطع صوته، دون وجود من يتكرم برفع السماعة!! وعندما تجاوب معي المأمور، وأخبرته عن سبب هذا التأخير الذي تجاوز خمس دقائق في الرد، أخبرني بعدم وجود كادر كافٍ لاستقبال الاتصالات! وهو أيضاً خبر صادم إن صحت المعلومة - في ظل ارتفاع المخصصات المالية للهلال الأحمر خلال السنوات الأخيرة. ودعونا نتعرف مع جمعية القلب الأمريكية على أهمية الدقائق الخمس هذه!! إذ تشير الجمعية إلى أن توقف القلب يمكن أن يؤدي إلى وفاة الخلايا الدماغية أو الموت خلال (4-6) دقائق من حدوثه. ومع مضي كل دقيقة واحدة، تقل نسبة بقاء الشخص على قيد الحياة بقدرة الله بمقدار 7 إلى 10 % إذا لم يتم التدخل الإسعافي المناسب. ألم أقل لكم إن الثانية محسوبة في بعض الحالات الإسعافية؟!! خمس دقائق كافية لأن تصل فيها سيارة الإسعاف، وتتعامل مع الحدث.. خمس دقائق كافية بقدرة الله لأن تنقذ حياة إنسان.. خمس دقائق كافية - بقدرة الله لأن تسعف إنساناً من إعاقة أو بتر عضو أو نزيف.. فهل يمكن للهلال الأحمر أن يواجه التساؤلات التي أثرتها في المقال بوضوح وشفافية؟!! وهذا - بلا شك - لا يهضم الجهود التي تُبذل والتطوير الذي يتم في هذه المنظومة. قبل الختم، لا بد هنا من وقفة تقدير لإدارة المدرسة بالمتوسطة 85، وتعاملهم مع الحالة وفق إمكاناتهم. وسيكون لي وقفة موسعة لاحقاً - بعون الله - حول أهمية تأهيل الكادر التربوي للتعامل مع الحالات الإسعافية، وهو أمرٌ ذو شجون!!