التعاون في اللغة: يقال أعانه على الشيء ساعده، واستعان فلان فلانا: طلب منه العون، وتعاون القوم أعان بعضهم بعضا، والتعاون: المساعدة على الحق ابتغاء الأجر من الله، وديننا الإسلامي دين التعاون والتراحم، قال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) المائده آية 2، وقال رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية ــ رحمه الله: «حياة بني آدم وعيشهم في الدنيا لا يتم إلا بمعاونة بعضهم لبعض في الأقوال، أخبارها وغير أخبارها، وفي الأعمال أيضا». إن قضاء الحوائج وصنع المعروف باب شامل لكل الأمور الحسية والمعنوية التي دعا الإسلام إليها وحث المسلمين على فعلها والسعي فيها لما في ذلك من إرساء عرى الأخوة والعلاقات لما فيه الخير، قال ــ صلى الله عليه وسلم: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله ــ عز وجل ــ سرور يدخله على مسلم أو يكشف عنه كربة أو يقضي عنه دينا أو يطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن اعتكف في هذا المسجد شهرا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كتم غيضه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام». وبناء على ما سبق إيراده من آيات وأحاديث شريفة تحظ على التعاون في الخير، فمن الواجب أن نشير إلى أنه في أيامنا هذه قد يسر الله بعض من يقوم على قضاء بعض حوائج الناس وإنجازها مقابل مبلغ من المال وهو ما يسمى بالتعقيب لإنهاء أمر ما، إلا أن البعض ــ هداهم الله ــ ممن يقومون على ذلك يغالون في طلب المال طمعا وجشعا واستغلالا لظروف غيرهم مما يضيق على المواطنين وعلى الوافدين لهذه البلاد المباركة، وهو أمر لا ينبغي نهى عنه ديننا الإسلامي الحنيف، وقد جرت الإشارة إلى الآيات والأحاديث في ذلك سابقا. خاتمة: للإمام الشافعي ــ رحمه الله: الناس بالناس ما دام الحياة بهم والسعد ــ لا شك ــ تارات وهبات وأفضل الناس ما بين الورى رجل تقضى على يده للناس حاجات قد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أموات *أكاديمي سعودي Alqarni1978@yahoo.com