لو سألتني من هو أفضل فريق حالياً في دوري عبداللطيف جميل. لقلت لك: الاتحاد. لا تستغرب.. فهو الفريق الوحيد من بين البقية الذي يخوض المنافسة دون أي معسكر إعدادي.. ويبدأ الدوري (مباراتين) دون محترفين أجانب.. ويحصد (6) نقاط من (4) مباريات، بفوزيه الساحقين على الشباب ثالث الدوري.. والفتح بطل الدوري برباعية. ولولا تأثير صافرة الحكام في مواجهتي العروبة والهلال لخرج على الأقل منهما بالتعادل، بعد أن خسر الأولى (0-1) والثانية (2-5) في سيناريو يعكس سير المباراة.. أو توقعات من شاهدها. الاتحاد.. أمام الشباب والفتح والهلال وهم الأفضل إعداداً وتكاملاً واستقراراً فنياً وإدارياً واحترافياً. كان كعبه الفني عالياً وممتعاً. فريق بلا ريش. لكنه كان يطير باجنحة طاووسية. فريق بلا مخالب. لكنه كان مؤلماً وجارحاً لمنافسيه. فريق بلا مقومات طبيعية للمنافسة. لكنه كان حاضراً معلناً عن نفسه بكبرياء عملاق يرفض الاستسلام. نعم.. لا زلت مؤمناً أن هذه الفرقة الشابة بكل مكوناتها العناصرية من خبرة محدودة.. وجهاز فني شغوف ويشابههم بالحيوية والطموح.. يجدف وحيداً. ولأكون أكثر صراحة.. الفريق يجدف بلا عمل إداري يليق بهم.. أو دعم شرفي (لا خيرهم ولا كفاية شرهم).. أو غطاء إعلامي (أشبه بتشابك الحابل بالنابل). الجماهير العاشقة للكيان الثمانيني العريق.. هي أصدق وأوفى من يقف معهم.. مؤازرين لهم من مدينة لأخرى.. عازلين عنهم الضجيج المحيط.. ناصبين لهم سياج من القلوب النابضة بالولاء. فريق بأقل الإمكانات ولد بطلا.. واستمر يثبت من مباراة لأخرى وسط العواصف صلابته.. ولفت نظر كل من يعنيه اسم (الاتحاد) إنه يستحق وقفتهم قبل أن تنهار قواه.. فالأرض العطشى لا تنبت بعد الورد سوى الصبار. مقال للكاتب محمد البكيري النادي