أكتب هذا المقال بفرح شديد جداً، ليس لكوني أكتب عن مبدعين فحسب بل لكوني أكتب عن قيادات استثنائية واعدة رسمت إبداعاتهم خارطة طريق لمستقبل زاهر وهي نماذج وطنية يحق لنا الافتخار بها فقد كانوا وجها مضيئا للمملكة حول العالم. في هذا المقال سأحاول تسليط الضوء على بعض النماذج السعودية الرائدة حول العالم وسأبدأ من أستراليا إذ نجح المبدع (المبتعث) السعودي وسام الصبان في تصميم وصناعة أول طائرة بدون طيار في أستراليا تعمل بالطاقة الشمسية لأغراض مدنية وتستطيع السير لمدة أسبوع دون توقف ويمكن التحكم بها عبر نظام الملاحة الجوية، وعلى مستوى تقنية العصر والهواتف المحمولة نجحت المبتعثة السعودية هاجر العقيلي في ابتكار جهاز محمول خاص بالمكفوفين ويتميز بخاصية الترجمة الفورية للنصوص إلى لغة برايل، بينما على مستوى توليد الطاقة البديلة حقق المبتعث موفق عريجة براءة اختراع لمحرك توربيني يعمل على زيادة كفاءة وإنتاجية الطاقة المتجددة والنظيفة، فضلا عن المبتعث حسام زواوي والذي حقق جائزة رولاكس للمشاريع الطموحة 2014. في اليابان نجح المبتعثون السعوديون أنس المورعي وعبدالرحمن الخطيب وحسام عالم بالاشتراك مع زملاء آخرين في تحقيق المركز الثاني في بطولة السيارات الشمسية في أستراليا من خلال مشاركتهم ضمن فريق سيارة توكاي تشالنجر إذ أسندت إليهم جامعة توكاي مهمات تقنية متعددة خلال السباق، فضلا عن ابتكار عمرو مداح وفهد القنيعير المتمثل في روبوت ذكي يتحدث العربية واليابانية، وتنافس نحو 30 شركة يابانية على توظيف المبتعثين السعوديين منها شركة توشيبا وهيتاشي وتويوتا. في المملكة المتحدة حصل المبتعث عقيل الناصر بجامعة مانشيستر على وسام تقدير السير ويليم سيمنس نظير مشروع تخرجه والذي هو عبارة عن برنامج ييسر استخدام الحاسب الآلي للمعاقين بصرياً، بينما في الولايات المتحدة توصل مهنا الشمري وعلي الصامطي وعادل البلوي لابتكار يساعد سيارات الطوارئ مثل الإسعاف و المطافئ والشرطة لعبور الإشارات المرورية بسلام، والتحكم بالإشارات الضوئية، فضلا عن إنجاز المبتعث سليمان آل حطاب المتمثل في حصوله على جائزة كلير شرودر لأفضل فكرة في كلية نظم معلومات وعلوم الكمبيوتر في جامعة موري عن مشروع تقنية السير الذاتية الذكية. في الصين حقق المبتعث محمد الكثيري في جامعة بيهنج على أفضل بحث متميز في مرحلة الماجستير على مستوى الجامعة لعام 2011 م في تخصص هندسة الاتصالات والالكترونيات وأنظمة المعلومات، فضلا عن حصوله على شهادة تقدير من الجامعة كأول طالب سعودي وأجنبي يحقق هذا المستوى في مجال أمن المعلومات والعمليات المضادة لمنع الاختراق. يقول المؤلف البريطاني كين روبنسون لا يمكنك إعطاء شخص ما حقناً من الإبداع، لكن يمكنك إنشاء طريق يشجع الناس على إخراج أفضل ما عندهم، وفي تقديري أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الطريق الذي شجع المبدعين لإخراج ما لديهم، فيحق للمجتمع الوقوف عند مثل هذه النماذج والنتائج ومثلها الكثير في قوائم الشرف على مواقع الملحقيات الثقافية والتي هي حصاد وتراجم لعمل وزارة التعليم العالي وملحقياتها الثقافية في مختلف أنحاء العالم والتي تعد وقودا لمستقبل الريادة في العقود القادمة.