نصف الحل هو معرفة المشكلة تماماً. والمشكلة الكبرى، في بلادنا، هي توظيف السعوديين. فالبطالة نخرت كثيراً في نفسيات أبناء الوطن وبناته الداخلين سوق العمل. وليس عدم الشعور بالاحترام للنفس، أو عدم القيام بما ينفع الوطن والفرد فقط؛ بل هناك البعد الاقتصادي الذي ينشده كل حيّ ليبني البيت والأسرة والمستقبل. ولقد كانت حلولنا لهذه المشكلة تتناولها عدة وزارات وجهات حكومية، لعل أهمها وزارة العمل. فدخلت قاموسنا اللغوي والاجتماعي اصطلاحات مثل "سعودة" و "حافز" و "نطاقات" و "التنمية البشرية" وغير ذلك. ولكنها للأسف حلول "إطفائية" بمعنى أنها ذات أمد قصير وسريع نسبياً وغير جذري. ليس هناك عيب في استخدام الحلول الإطفائية لمواجهة المشكلات المتفاقمة التي تحتاج لمن يطفئ سعيرها، إلى أن يتاح التفكير والتخطيط والتنفيذ للحلول الدائمة. فقد تحتاج إليها في أوقات كثيرة، بشرط أن لا تعتبر حلولاً دائمة، وأن لا يلجأ إليها إلا نادراً. كما لا بد من التذكر دائماً بأن الدافع إليها هو عدم تشخيص المشكلة بدقة وشفافية للتصدي لمعالجتها. مما يعرض العمالة الوطنية للبطالة هو تدني مستوى إنتاجيتها ما يجعلها غير منافسة. ولطالما تحدث المختصون وكتبوا عنها. ولكن الذين تصدوا للحل تجاوزوا التشخيص الصحيح إلى الأعراض الجانبية. وها هو وزير الاقتصاد والتخطيط يؤكد التشخيص بدقة قائلاً: "إن القطاع الحكومي يستوعب أغلب القوى العاملة الوطنية بأجور لا تعكس الإنتاجية... فبدون أن نرفع مستوى إنتاجيتنا كمجتمع، فلن يكون بوسعنا إنشاء صناعات قادرة على التنافس عالميًا والإسهام في تنويع قاعدتنا الاقتصادية، وما لم يكن لدينا عمالة سعودية أكثر إنتاجية؛ فلن نستطيع تنفيذ الإصلاحات اللازمة لإنشاء سوق عمل أكثر كفاءة". m.mashat@gmail.com Twitter: @mamashat m.mashat@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (60) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain