×
محافظة المنطقة الشرقية

هاكر يعتذر عقب اختراقه حسابي إذاعة الرياض و جدة على تويتر

صورة الخبر

تشهد ساحات المنطقة العربية ومحيطها أحداثاً دامية؛ نتيجة الفكر الذي يوجه الكثير من التنظيمات الإرهابية بين غلو وتطرف وتكفير ورفع راية دولة الخلافة، وما إلى ذلك من الأهداف السياسية الأخرى، وأمام هذا الواقع الغامض تكثر علامات الاستفهام حول "ماهية" هذه التنظيمات التي نسميها تارة متطرفة، وأخرى مؤدلجة أو مسيّسة عطفاً على قراءتنا لواقعها، من خلال المشهد السياسي اليومي، إلى جانب أسلوبها وتعاطيها مع الأطراف المحلية في مناطق الصراع أو مع الأطراف الدولية الأخرى، وبالمقابل تعاطي بعض تلك المجتمعات المحلية وبعض الأطراف الرسمية مع هذه المنظمات المسلحة؛ مما يزيد في ضبابية الرؤية تجاهها وتجاه أهدافها، والأخطر من ذلك أهدافها، وهذا هو مصدر الحذر والقلق منها. ولعل التساؤل الذي يبحث عن إجابة لدى عامة الناس حول هذه التنظيمات -وهو جدير بالبحث والنقاش لتكوين موقف تجاهها-، وهو ما حقيقة هذه التنظيمات من حيث فكرها، ومن حيث دواعي ومقومات نشأتها، ومن يقف وراءها، والأهم من ذلك سرعة ظهورها على سطح الحدث الدولي بشكل سريع جداً، وكذلك من حيث سرعة تأثيرها وبسط نفوذها على تلك المساحة الواسعة من الأرض في العراق وسورية وأجزاء من اليمن، ومناوشة مناطق الحدود لبعض الدول، من دون مقاومة فاعلة وكأن ما يحدث يتم وفق عملية تسليم ممنهجة، وتفرض معها المزيد من الحذر والمخاوف من غموض أهداف هذه التنظيمات. ولكي لا يستمر مسلسل وقوع أبنائنا في شراك أهداف هذه التنظيمات تجنيداً أو تضامناً أو تعاطفاً، خاصة وهي ترسم اليوم الجزء الآخر من خارطة تلك الأيديولوجيا السياسية التي تحركها أطراف ومنظمات دولية استكمالاً لمشروع ما يعرف بالربيع العربي، ولكن بأدوات ووسائل ومعطيات مختلفة، وهنا يظل الطريق الأسلم والأكمل لكل مواطن هو التقيد برؤية وتوجيهات قيادة هذه البلاد وعلمائها. التغرير بالشباب لدرجة الحجب والتضليل والخروج من دون إذن الوالدين.. وعلم بحقوق الولاية وفقه الجهاد فكر الخوارج والتكفير وقال "د.يوسف الرميح" -أستاذ علم الجريمة والجماعات المتطرفة بجامعة القصيم- إن فكر"داعش" يعتمد في المقام الأول على فكر الخوارج المتشدد التكفيري الذي أثار الشباب بدعوتهم لإقامة دولة الخلافة الإسلامية، وإحياء حلم الأمة الإسلامية الذي اندثر من مئة سنة مع نهاية الدولة العثمانية، وهذا الذي ضرب على الوتر الحساس لدى الكثير من الشباب ودفعهم للخروج إلى القتال باسم "داعش" يجمعهم عوامل التكفير والتطرف والتشدد في فكر الخوارج، وأيضاً فكر إحياء دولة الخلافة، حيث يركزون في فكرهم على المؤامرة الكبرى التي تحاك على الإسلام والمسلمين وأنه لا خروج للأمة إلا من خلال "داعش". وأضاف أن فكر "داعش" ظهر عندما ضعفت القوة في العراق وازداد المد الشيعي الصفوي الإيراني، وانضم الشباب لإيجاد تجمع يوازي المد الإيراني ويملأ الفراغ الأمني في الساحة العراقية، ثم بدأ يستقطب بواسطة الدعاية والإعلام والكتابات والتغريدات الشباب من كل أنحاء العالم لنصرة الإسلام بتصورهم المنحرف والتكفيري، وهذا التجمع بدأ يوازي التواجد الإيراني في العراق وبدأ بفكر توسعي مدعوم بزيادة الآلام والدعاية، والتركيز على فكر المؤامرة وطرح مآسي الأمة الإسلامية وأنه هو المنقذ لها بشرط توافد الشباب والتقنية والسلاح، وبالفعل تمدد إلى سورية، وإذا لم يوقف بالقوة فسوف يتمدد إلى مناطق أخرى من الوطن العربي، مشيراً إلى أن الدواعش قد استغلوا مناطق الصراع الجاري لسببين الأول لطمأنة المواطنين في مناطق الصراع وأنهم هم الحامي لهم بتوفير ملاذات آمنه، كما استغلوها أيضاً للضرب على وتر أحزان وهموم الأمة وفكر المؤامرة للتجييش. وأشار إلى أن أسلوب الخوارج والتكفيريين ك"داعش" وغيرهم تبيح لهم القتل بدم بارد بدون أدنى محاكمات وبانتهاك صارخ للإنسانية وقيمها؛ مما يمثل استهتار واستباحة للدماء المعصومة والمحرمة، موضحاً أن "داعش" لا تملك مقومات النجاح لأنها قامت كحركة عنصرية متطرفة تكفيرية بعيدة عن الواقع ولا تستطيع التعايش مع المحيط الاجتماعي والمحيط الدولي، ولا تستطيع أيضاً أن توجد علاقات مع الآخر، واستطاعت بسهولة أن تكسب آلاف الأعداء سواء كانوا جماعات أو أفرادا أو دولا؛ بسبب الوحشية المتناهية في التعامل مع الناس والدموية المفرطة، وبالتالي هم لن يستطيعوا أن يؤسسوا دولة ذات مؤسسات وإدارات وعلاقات؛ لأنها لا تملك مقومات البقاء فهي عبارة عن موجة فكرية إرهابية جاءت بشكل سريع وستنتهي بشكل أسرع -بإذن الله- في القريب العاجل، وهذا يحتم علينا جميعاً تضافر الجهود الفكرية سواء من مؤسسات الإعلام المختلفة أو مؤسسات التعليم العام والعالي أو المؤسسة الدينية بالمساجد والجوامع والحلق أو المؤسسات الأسرية بأدوارها المختلفة وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني لمواجهة هذا المد التكفيري. د.الرميح: «داعش» لا تملك مقومات البقاء وستزول قريباً من الوجود ولكن الأهم تجفيف منابعها وفكرها الضال مقومات فكر الاستقطاب وتحدّث "د.خالد بن سعد المطرفي" -الأستاذ المشارك بكلية الدراسات الإسلامية بكلية الشريعة بجامعة القصيم- عن تأثير فكر هذه التنظيمات الإرهابية على فكر الشباب، موضحاً أن طبيعة المرحلة الحالية والقادمة لا تقتصر عند جماعات العنف على القتال فحسب، بل هي فكرية أكثر من أي شيء آخر، ولهذا استخدموا الوسائل الإعلامية الحديثة لتمرير أهدافهم وفكرهم الضالة، وتجميع صفوفهم بعد الشتات، فهم يملكون العودة بسبب المراجعات السريعة والتقييم للنشاط السابق، ولو أدى ذلك إلى المصالحة مع من يريدون. وقال مما يلاحظ أن وسائل الاستقطاب عند جماعات العنف –داعش وغيرها– تعتمد على مقومين أساسيين: (الأول) استخدام المصطلحات الشرعية الصحيحة في نفسها لأغراضهم وأفكارهم المنحرفة، (الثاني) التهيئة الفكرية في مواطن التعاطف، أو أماكن وجود المد الإسلامي الجهادي كما يقولون، ولذلك فإن المقوم الثاني هو أشد خطراً من الأول، ولهذا يختارون إقامة الفوضى –التي يسمونها جهاداً– في المناطق القريبة من الدعم ووجود المد الإسلامي، أو فيها إن تمكنوا والتي من أهمها في نظرهم: المملكة، اليمن، بلاد الشام كما صرحوا في كتبهم، أما المقوم الأول –وهي المصطلحات الشرعية– فقد عوّلوا عليها كثيراً في جذب الشباب للعمل الجهادي في مواقع الصراع، أقول للعمل الجهادي بشكل عام؛ لأن استدراج الشباب إلى هناك لم يقتصر على القتال، بل لأغراض عدة!، وهذا هو ما يشكّل خطر ذهابهم إلى هذه المستنقعات، ولو لم يكن منه إلاّ التصدير والتنسيق لكفي. فكر الاستقطاب. مقوم المصطلحات الشرعية وأضاف أن أهم ما يذكر من هذه المصطلحات الشرعية كإحدى وسائل استقطاب الشباب لمواقع الصراع من جماعات التطرف، مصطلحان: (الأول) توحيد الحاكمية، وهذا لم يؤثر على الشاب المستهدف بل حتى على جماعات العنف فأحدث ما أحدث من الفوضى وتبعاتها السيئة، فتوحيد الحاكمية هو: جعل الحكم لله وحده حق، لكن تجاهلوا السنن الشرعية والسنن الكونية في كيفية إقامته أو التعامل معه في حال الإخلال به فافسدوا أضعافاً مضاعفة مما أرادوا من الإصلاح؛ فالدعوة تكون للتوحيد أولاً وبيان الدين للناس، فمتى ما صلح الناس أصلح الله شأنهم، وحقق لهم ما وعدهم به من التمكين في الدين والدنيا، لا أن يخرجوا على أمة الإسلام بالقتل وسفك الدماء، والخروج على ولاتها وتمكين العدو منها، ولهذا يُغرس في الشاب عندنا -عبر وسائلهم- أن الحكم بالكتاب والسنة الموجود في المملكة العربية السعودية ما هو إلاّ مظهر شكلي لا حقيقي، فينتج عن هذا التصور مواقف التطرف والتكفير، وعدم السمع والطاعة، والطعن في الولاة والعلماء وغير ذلك من مظاهر الخروج، فلهذا يسارع الشاب إلى الانضمام إليهم والقتال في صفوفهم لتحقيق هذا الأمر، ونسى أو تناسى أن المحاكم الشرعية في المملكة في كل مدينة وبلدة وهجرة!، فبماذا تُحكم؟. وأشار إلى أن (المصطلح الثاني) في فكر الاستقطاب هو الخلافة الإسلامية، فيطالبون بها وينادون من أجلها وإنها قادمة لا محالة، فيرسمون للشاب معالم هذه الدولة، وهي في الحقيقة أحلام وضلالات لها أهدافها غير المعلنة، فظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، ويكفي أن نتائجها عكسية تماماً في جميع الفترات السابقة التي حصدت أروح الشباب بلا فائدة، وهذا المصطلح ظهر جليً في قضية أفغانستان، والعراق، وحالياً في سورية، فيتم استخدام المصطلح الشرعي لتبرير ما يفعلونه، وهذا كما تقدم مخالف للسنن الشرعية والكونية. د.المطرفي: تهيئ الشباب عاطفياً بإقامة الفوضى باسم الجهاد وقبول مصطلحي «الحاكمية» و«الخلافة الإسلامية» مقوم التهيئة الفكرية وقال "د.خالد المطرفي" إن المقوم الثاني -من وسائل الاستقطاب عند جماعات العنف- هو التهيئة الفكرية للشباب، وهذا أمر يعوّل عليه جماعات العنف كثيراً، بل يعتبرون نقصه نقصاً في كوادر التنظيم بل وإدارته، وسبب لزواله وعدم تمكنه من الاستمرار، وهذه حقيقة يعترفون بها في كتبهم ومراجعاتهم، لا سيما في أفغانستان وغيرها، وللأسف أن بعض شبابنا يُشحن بالتصورات والأفكار الخاطئة في بلده، والتي من شأنها أن تجعله مستعداً للانضمام لجماعات العنف والذهاب لمواقع الصراع، وما تجربة "داعش" عنّا ببعيد!. اختطاف الشباب وأضاف "د.المطرفي" أن معطيات فكر الجماعات المتطرفة في الاستقطاب قدرتهم على التغرير بالشاب عبر هذه الاستجابة السريعة بدون علم والديه، مؤكداً على أن هناك جانبان من جوانب عدة يتم استغلالهما في تربية الشاب وشحنه في بلده فيسهل تجنيده لمواقع الصراع والقتال، وهما: (الجانب الأول) المرحلة العمرية، فهي أهم المقومات في التكوين الفكري لدى الشاب فهي مرحلة تلقين مهمة، فيغرس فيه المربي الفهم الخاطئ للنصوص الشرعية، والاستدلال المنحرف مع حجبه ما أمكن عن الإفادة من الناصحين والعلماء الربانيين، ولهذا يقوم الشاب بالإخلال بالأمن، أو الذهاب لمواقع القتال فلا تسأله عن موقفه من ولي الأمر أو العلماء؛ لأنه ببساطة اختطف من والديه فلم يستأذنهما وحقهما بعد حق الله!. وأشار إلى أن من أخطر ما يمارس في هذه الفترة الانتقائية للمعلومة الشرعية تارة، والحجب تارة أخرى، فتذكر له أحاديث فضل الجهاد –وهي حق– لكن لا يُذكر له فقهه وشروطه والحكمة منه، ومتى يقام؟ ومع من يقام؟ إلى غير ذلك من شروط الجهاد ومقوماته وأحكامه، فهي لا تُذكر نهائياً، وفي نفس الأمر يُحجب عنه فقه التعامل مع باب الولاية، الذي ينص شيخ الإسلام ابن تيمة أن عامة الفتن نتجت من عدم فقه هذا الباب، ولك أن تسأل عامة الشباب -ممن ذهب إلى مواقع الصراع وغيرهم- عن فقه باب الجهاد والولاية فلن تجد جواباً!، وهذه كارثة كبرى أن يُسيّر الشاب بالعاطفة لا بالعلم، فلماذا يُمارس معه ذلك؟، ولماذا يُحرم من تعلم ذلك..؟؛ لأنه أصبح مستعد للتعاطف والتعاطي مع القضايا على أساس هش ضعيف خال من التفكر والحوار، يتم فيها استغلاله بأبشع الصور وباسم الدين. إسقاط المرجعية وقال "د.المطرفي" إن (الجانب الثاني) في هذا الاستقطاب يعتمد على الوسائل والطرق في التربية، وهذه بدورها تعددت وتنوعت على الشاب في جميع الأمكنة، فكان لها الأثر الكبير في بث الفكر المتطرف بداية من الاستحواذ عليه وتلقينه إلى الولاء والتعصب، ومن هنا يصعب بمجرد البرامج أو الكتب أو المحاضرات –مع ضرورة وجودها- تفكيك هذا الفكر لدى الشاب، مؤكداً على أن عملية تفكيك هذا الفكر لا تتم إلاّ بطريقة علمية عملية، وهي مرحلة تتصف بالصعوبة، وطول الوقت، والمنهجية العلمية الدقيقة، وهذا يفسر لماذا لا نستطيع ثنيه عن فكره بسهولة؟، ولماذا لا تعطي البرامج ثمارها الكاملة؟، ولماذا كلما تجدد صراع تجددت المشكلة؟، لا سيما وهناك عوائق وعقبات محكمة تمارس بحرفية تامة على الشاب حتى يصبح أداة جاهزة للمشاركة في مواقع الصراع أو غير ذلك، ومن أهمها حجبه عن ولاة أمره بل وشرعيتهم، وإسقاط مكانة ومرجعية العلماء، بل وصل الحال لإسقاط مكانة الوالدين، فغالب من يذهب لمواقع الصراع والقتال مع جماعات العنف والتطرف لم يستأذن والديه!. حماية الشباب ولأهمية حماية الشباب وغير الشباب من هذا الفكر قال "د.المطرفي"، موضحاً أن الواجب كبير تجاه هؤلاء الأبناء ونصحهم وتربيته التربية الصالحة الصادقة، وبيان الدين على وجهه الصحيح بدون إفراط أو تفريط، فهؤلاء ما هم إلاّ ضحايا لهذا الفكر الضال والعبث بالنصوص الشرعية، وعدم مراعاة المقاصد العليا للدين حتى أصبحوا مطية لعدوهم، فلا للإسلام نصروا ولا لعدو كسروا. وقال إن هذا الواجب في أصله منوط بالأسرة وتربيتها ومراقبتها، كما هو واجب على وزارة التربية التعليم، والشؤون الإسلامية وغيرها من المرافق التعليمة، كما أنه واجب على الأفراد كل حسْب مكانته وموقعه، مشيراً إلى أن مجرد المحاضرات والبرامج –وهي ضرورية– ليست كافية كما هو الواقع؛ فإن الأمر الذي يعول عليه –بعد توفيق الله– التنشئة الفكرية السليمة من الصغر وإلاّ أصبحنا في دوامة لا نهاية لها.