يبدو أن مقولة ذلك الإعرابي القديم قد تحققت في زماننا هذا، وذلك عندما قال متحسرا: لقد (استجملت الناقة، واستنوق الجمل). وهذا هو ما ألمسه في هذه الأيام، بعد أن شاهدت مقطع فيديو لمقابلة أجرتها مذيعة مصرية مع شاب سعودي تحتار في تصنيفه هل هو ذكر أم أنثى؟! أصبحت النساء أكثر جرأة، والرجال لا يملكون إلا أن يقولوا: يا الله السلامة. وخذوا إليكم نموذجا واحدا: فهذه امرأة صينية أغرمت بطبيب في (هونغ كونغ)، وأخذت تطارده وتتبلاه منذ عشرة أعوام، وهو يحاول صدها ومصارحتها بأنه لا يريد أن يشاهد حتى خلقتها، ناهيك عن أن يقيم معها علاقة، ولم ينفع معه تخفيه أو هروبه، فهي كامنة له بالمرصاد في كل مكان، مما اضطره إلى شكايتها للسلطات. وحصل على أمر قضائي في العام الماضي بمنعها من الاتصال به، أو الاقتراب منه لمسافة (50) مترا، غير أنها صدعت بذلك الحكم، وأمروا بسجنها ثلاثة أسابيع مع غرامة (12.700 دولار)، وما إن خرجت من السجن حتى بدأت تتعقبه، وتبعث له رسائل العشق والغرام على تلفونه المحمول، وكلما سار في الشارع رفعت له لافتات الإعجاب وهي تسير خلفه أو بجانبه أو أمامه على مسافة 50 مترا، وأصبح موضوعه معها ظاهرة تدعو إلى السخرية، إلى درجة أن كاميرات المحطات التلفزيونية تنقل على الهواء مباشرة مطاردتها له، وحقق ذلك النقل جماهيرية واسعة عند المشاهدين. واضطرت السلطات لأن تقبض عليها مرة أخرى، وتسجنها ثلاثة أشهر مع غرامة وصلت إلى ثمانية عشر ألف دولار. واستغل الطبيب فرصة سجنها واستقال من عمله، وسافر تاركا (هونغ كونغ) برمتها نهائيا ولم يرده غير (شنغهاي) نافذا بجلده، وحيث إنه طبيب أطفال ماهر، فسرعان ما استقطبه أحد المستشفيات للعمل فيه، وأخذ يؤدي عمله بهدوء واطمئنان. وبعد عدة أشهر، وبينما كان خارجا من المستشفى وهو يسير على الرصيف، وإذا به وجها لوجه أمام عشيقته المتيمة، حيث لا يدري كيف عرفت بسفره ومكانه؟!، ومن شدة غضبه ورعبه، هجم عليها واشتبك معها، ووقعت هي وارتطم رأسها بالرصيف وحصل لها نزيف داخلي حاد. وقبضوا عليه، على أساس أقوال الشهود أنه هو الذي بادرها واعتدى عليها، وأودعوه السجن سنة كاملة مع غرامة مالية، وزيادة عليها تحميله مصاريف علاجها. وما زالت العاشقة ترقد في المستشفى فاقدة الوعي نهائيا، وحسب ما قرأته، فلو أنها ماتت سوف يحكم عليه إما بالإعدام أو السجن المؤبد، ولا أستبعد أنها سوف تموت قريبا؛ لأن حالتها حرجة جدا. اللهم اكفنا شر النساء العاشقات (المستجملات)، أو المسترجلات. صحيح أنه: من العشق ما قتل.