هل تصدق أنه لا يزال هناك «رجال» أعمال يصدرون شيكات من دون رصيد؟ رتّب أمثال هؤلاء حساباً مصرفياً خاصاً يحوي رصيداً لا يتجاوز الـ«طعش ألف»، يصدرون عليه شيكات بمئات الألوف. طبعاً الآن هناك عقوبات تطبق، وفي السابق كانت الحقوق مضيعة. وسيع الوجه والشيكات الكل يأكل حقوق الناس. أتذكر أن غرفة التجارة كانت تلصق قوائم أسماء الذين أصدروا «شيكات من دون رصيد» وعليهم ملاحظات وصلت إلى الجهات الرسمية، في غرفة علوية منزوية، عملاً بالستر ربما! هذا كان في زمان فتوة الشيكات من دون رصيد، أناس عاشوا على غمط حقوق الآخرين وتصدروا المجالس! لكن مع وجود قانون يطبق وتشهير، ما زال هناك مثل هذه الفئة، كأنهم أدمنوا ولم يستطيعوا التوقف. يعتمد هؤلاء على طيبة الآخرين وصبرهم أو حاجتهم، يستغلون ذلك إلى أقصى درجة ممكنة، هذا في الأمور التجارية. لكن هل تصدق أن هناك «رجال» أعمال يتبرعون لمحتاج أو محتاجة بشيك من دون رصيد؟ مثل هؤلاء لا عجب أن يغمطوا حقوق موظفين لديهم، فيأكلونهم بالإرجاء والوعود. رأس المال لدى بعض رجال الأعمال ليس المال والجهد، بل القدرة على الإرجاء مع ابتسامة عريضة. الإرجاء هو الخيط الوحيد الذي يُمسكون به الآخرين، ومن الأسباب أن المتعاملين معهم لا ينظرون إلى حسن أخلاقهم بقدر ما ينظرون إلى أرصدتهم ونفوذهم. www.asuwayed.com asuwayed@