×
محافظة المنطقة الشرقية

إزالة منصات لإطلاق «صواريخ» في متنزه الملك عبدالله بالدمام

صورة الخبر

إن كانت غادة السمان تقول إن لها علاقة ودية بالأفاعي منذ كانت في مرحلة الطفولة، فإني أقول عكسها تماما، لا شيء يرعبني كرؤيتي أفعى!! لك أن تتخيل منظري وأنا أتلقى خبرا صغيرا قبل بضع سنوات عن أفعى كبيرة من نوع الكوبرا، ظهرت على متن طائرة مصرية مغادرة من القاهرة إلى الكويت، وأخذت تتمخطر بين الركاب مزهوة بنعومتها وملاستها، وظلت تزحف بكل ثقة بين الوجوه الهلعة إلى أن قررت القفز تجاه راكب سيئ الحظ فأنشبت أنيابها في جسده لتسقيه من سمها الزعاف!! صحيح أنها لقيت جزاءها فماتت موتة تشابه موتة ملكة مصر شجرة الدر التي انهال عليها قاتلوها ضربا بالقباقيب، وصحيح أن الخبر قديم مر عليه عامان أو أكثر، إلا أن وقعه على نفسي ظل مرعبا، هو كافٍ لأن يجعلني أكره السفر وأتهيب من ركوب الطائرات، بل يجعلني أتهيب من كل مكان حتى بيتي، خشية أن أكون ضحية مضافة لأفعى غادرة. ولأن شركة الخطوط المصرية لم تصدر بيانا يوضح كيفية تسلل الأفعى إلى داخلها، أو ربما فعلت لكني لم أسمع شيئا من ذلك، فإنه ليس أمامي سوى طرح بعض الاحتمالات التي تفسر وجود أفعى سامة على ظهر الطائرة. قد تكون هذه الأفعى المرعبة هربت من أمتعة أحد الركاب الحواة الذين يعتمدون في كسب عيشهم على تربية الأفاعي، وقد يكون معها أخوات أخريات لها على ظهر الطائرة، لكنها كانت هي الوحيدة التي تجرأت على تجاوز القيود والتسلل للبحث عن الحرية. إن كان الأمر بهذه الصورة، فإن اللوم لا يوجه لهذا الراكب على فعلته الحمقاء هذه، وإنما الملام جهاز الأمن في المطار، الذي يبدو أنه كان يقضي قيلولة حين صعد الراكب إلى الطائرة حاملا كوؤس السم يتجول بها بين الركاب، إن كان هذا الاحتمال صحيحا، فإن ما حدث يعد جرس إنذار لمسؤولي مطار القاهرة، فمن يتمكن من التسلل إلى الطائرة حاملا أفاعي، من المتوقع أن يتسلل إلى الطائرة حاملا سلاحا، وآنذاك لن يهدد بخطره راكبا واحدا فقط، وإنما الطائرة بأكملها!! الاحتمال الثاني، هو أن تكون تلك الأفعى تسللت إلى الطائرة أثناء وقوفها في أحد المطارات التي تحل بها، وهو أيضا يكشف عدم تفتيش الطائرة وعدم الاعتناء بتنظيفها وتعقيمها وتطهيرها. أما الاحتمال الثالث والأخير، فهو أن تكون تلك الأفعى جنية متلبسة في صورة حية، والجن يفعلون ذلك أحيانا، وقد تكون شركة الطيران المصرية تعرف ذلك وكذلك مسؤولو الأمن في المطار، لهذا فضلوا الصمت وتركوا الأفعى تمر بسلام خشية نقمتها، وربما همسوا لها متملقين (سيري يا مباركة) كما كانت جدة غادة السمان تفعل حين ترى حية تنساب قريبا منها.