القاهرة: محمد عبده حسنين في إشارة لعزم السلطات المصرية على المضي قدما في بسط هيمنتها ومواجهة أعمال العنف، شارك كبار رجال الدولة أمس يتقدمهم الدكتور حازم الببلاوي رئيس الحكومة، والفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، في جنازة عسكرية لتشييع جثمان اللواء نبيل عبد المنعم فراج مساعد مدير أمن الجيزة، والذي لقي مصرعه خلال العملية الأمنية التي شنتها قوات الأمن على مدينة كرداسة غرب العاصمة القاهرة قبل يومين، لتحريرها من سطوة العناصر المسلحة. وقال الببلاوي إن «أمن الوطن والمواطن خط أحمر، وإن الحكومة لن تتهاون أو تُهادن الجماعات الإجرامية والإرهابية التي ترفع السلاح لترويع الآمنين». في غضون ذلك، نظم أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي مسيرات محدودة بالقاهرة وعدد من المحافظات بعد صلاة الجمعة أمس في إطار فعاليات أسبوع «الشباب عماد الثورة» التي دعا لها «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، مطالبين بعودة مرسي إلى منصبه، مستنكرين هجوم قوات الأمن على مدينة كرداسة واعتقال العشرات من أبنائها دون وجه حق، على حد زعمهم. وكانت قوات من وزارة الداخلية مدعومة بقوات من الجيش قد نفذت فجر أول من أمس (الخميس) عملية اقتحام لمدينة كرداسة التابعة لمحافظة الجيزة، تنفيذا للأوامر الصادرة من النيابة العامة بضبط عدد من العناصر الإرهابية الهاربة والمتورطة في واقعة اقتحام مركز شرطة كرداسة في 14 أغسطس (آب) الماضي عقب فض اعتصامين لأنصار مرسي بميداني رابعة العدوية والنهضة. وقد أسفرت العملية عن مقتل اللواء فراج وإصابة تسعة من الجنود، كما تم القبض على 68 مطلوبا بينهم متهمون رئيسون في الهجوم على قسم الشرطة. وعقب صلاة الجمعة أمس شيعت جنازة اللواء فراج من مسجد آل رشدان بحي مدينة نصر في القاهرة، بمشاركة شعبية واسعة ردد فيها المشيعون هتافات «الشعب يريد إعدام الإخوان، الشعب والشرطة والجيش إيد واحدة»، تبعتها جنازة عسكرية للفقيد، من أمام النصب التذكاري، تقدمها حازم الببلاوي رئيس الوزراء، والفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، واللواء منصور عيسوي وزير الداخلية الأسبق، والدكتور علي عبد الرحمن محافظ الجيزة، والفريق صدقي صبحي رئيس أركان حرب القوات المسلحة. وبينما حلقت طائرات الأباتشي فوق الجنازة، انتشرت تشكيلات أمنية تابعة للأمن المركزي، والشرطة العسكرية لتأمينها وفرضت كردونا أمنيا بالمنطقة. وعقب انتهاء مراسم الجنازة قامت قوات الأمن بنقل الجثمان لسيارة الإسعاف تمهيدا لدفنه بمسقط رأسه في محافظة سوهاج. واستنكر الأزهر الشريف مقتل اللواء فراج واحتسبه من «الشهداء»، مؤكدا استهجانه وتحريمه لتلك الممارسات والأعمال الإرهابية. كما نعى الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية القتيل. وقال إن «يد الإرهاب الغاشمة التي امتدت لتعيث في الأرض فسادا وتقتل الأبرياء يجب أن تتم مواجهتها بكل حسم وفقا للقانون وتحت سيادته»، مؤكدًا أن «الإسلام حرم كافة أشكال الإرهاب». ومن جهتها، واصلت قوات الأمن أمس عمليات التمشيط والبحث عن البؤر الإرهابية في مدينة كرداسة، بحثا عن باقي المتورطين في أعمال العنف ومجزرة قسم شرطة كرداسة والتي راح ضحيتها 11 ضابطا وفردا. ونجحت أجهزة الأمن في تحديد هوية المتهمين بقتل اللواء فراج، كما تمكنت من القبض على 4 متهمين جدد في اقتحام مركز شرطة كرداسة. وقرر المجلس القومي لحقوق الإنسان تشكيل لجنة تقصي حقائق حول الأحداث هناك. وقرر محافظ الجيزة تأجيل الدراسة في مدارس مدينة (كرداسة) وقريتي (بني مجدول، وناهيا) المتاخمتين لها لمدة أسبوع نظرا للظروف الأمنية الحالية وحرصا على سلامة التلاميذ أثناء ذهابهم إلى المدارس. وفي تصريحات له أمس قال الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء، إن «الحكومة لن تتهاون أو تُهادن الجماعات الإجرامية والإرهابية التي ترفع السلاح لترويع الآمنين»، مؤكدا «قدرة الأجهزة الأمنية على تطهير البلاد من جميع الأيادي الإجرامية، وإعادة الأمن والأمان إلى كل ربوع البلاد»، مقدما خالص تعازيه لأسرة ضابط وزارة الداخلية القتيل. في المقابل، نظم أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي مسيرات محدودة بالقاهرة وعدد من المحافظات عقب صلاة الجمعة أمس في إطار فعاليات أسبوع «الشباب عماد الثورة» التي دعا لها «التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب»، الذي يضم كافة التيارات الإسلامية المؤيدة لمرسي بقيادة جماعة الإخوان المسلمين. وردد المشاركون هتافات تطالب بعودة مرسي لمنصبه وأخرى مناهضة للقوات المسلحة والشرطة ورفعوا صورا للرئيس المعزول ورمز رابعة.وكان التحالف الوطني قد دعا جموع الشعب المصري للتظاهر بدءا من أمس بجميع محافظات ومدن وقرى الجمهورية، بالتزامن مع عودة الطلاب لدراستهم في المدارس والجامعات. ويتظاهر أنصار الرئيس المعزول منذ عزل الجيش لمرسي، في مطلع يوليو (تموز) الماضي، عقب احتجاجات شعبية ضخمة ضده. وفي محافظة الإسكندرية، وقعت اشتباكات عنيفة بين مؤيدي مرسي ومعارضيه الذين تظاهروا في عدة مناطق بالمحافظة الساحلية، إلا أن قوات الأمن نجحت في تفريقهم عبر إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. كما ألقت قوات الجيش القبض على عدد من المشاركين في الاشتباكات.