لا شك أن عدم الاستقرار السياسي وتنفيذ اتفاق الشراكة في اليمن سيظل بمثابة شوكة في خاصرة العودة للحراك العادي في هذا البلد، وفي الوقت الذي تسعى فيه الحكومة إلى تسريع عملية اختيار رئيس للحكومة فإن تعنت بعض الجهات الفئوية وركوبها موجة العناد، وفرد عضلاتها التي تدار بـ «الريموت» كنترول من الخارج، كل هذا سيساهم في موجة الاشتعال التي تشهدها صنعاء والتي بدأت بوادرها أمس بتنفيذ تفجير انتحاري راح ضحيته الكثيرون، وإذا كان الانفلات الأمني وفرد مليشيات الحوثي عضلاتها واحتلالها عددا من الدوئر الحكومية وممارستها العنجهية في صنعاء فإنه من المنتظر أن تتواصل كرات النار وتضرب بعشوائية في اليمن ما لم يحكم بعض الساسة والفئات العقل ويعملون لخلاص اليمن من هذه الفوضى التي تضرب بأطنابها وتأكل الاخضر واليابس وتوقف حراك التنمية والاستقرار. والسؤال الذي يعلن عن نفسه بقوة في ركام الأحدث لمصلحة من يحث كل هذا وما ذنب المواطن اليمني البسيط الذي يبحث عن قوت يومه ويجد نفسه في مواجهة الإرهاب والمليشيات المسلحة، والتي درجت على استغلال الأطفال وشحن عقولهم بالترهات لتنفيذ مخططات وأجندة خارجية. وحتى لا يغرق اليمن في مزيد من سيناريوهات الفوضى العارمة من قبل الجهات الفئوية وإرهاب القاعدة فإن المخرج الوحيد يتمثل في نسيان الأجندة الخارجية وركل المصالح الشخصية وتغليب مصلحة اليمن فوق كل اعتبار كما ان على دول مجلس التعاون التحرك مجتمعة لإسكات صوت الفوضى في صنعاء.