استباحت قوات الاحتلال أمس المسجد الأقصى المبارك واعتدت بوحشية على المصلين والمرابطين فيه ما أدى الى اصابة واعتقال العشرات، وذلك بهدف تفريغه من اصحابه الشرعيين وافساح المجال لاقتحامه من قبل قطعان المستوطنين المحتفلين بما يسمى "عيد العرش" او "المظلة سوكوت". وتحولت باحات المسجد الاقصى منذ الصباح الباكر الى ساحة حرب حقيقية رشق خلالها الشبان قوات الاحتلال بالحجارة وكل ما وقع في ايديهم فيما امطرت هذه القوات كل من تواجد في المسجد من ابناء القدس واراضي 48 ومعظمهم من كبار السن بالرصاص المعدني وقنابل الصوت والغاز واعتدت عليهم بالهراوات ما اوقع عشرات الاصابات في صفوفهم. وذكرت مصادر الاوقاف الاسلامية ومؤسسة الاقصى للوقف والتراث أن قوات الاحتلال احتشدت منذ الصباح الباكر عند باب المغاربة، وقامت عند السابعة والنصف باقتحامه بصورة مفاجئة حيث هاجمت وبشكل عشوائي المصلين ومعظمهم من كبار السن بالرصاص المعدني وقنابل الصوت، والاعتداء بالضرب بالهراوات من اجل اجبارهم على اخلائه بالكامل. ووفق المصادر فقد التجأت مجموعة من المرابطين في المسجد القبلي، فسارعت قوات الاحتلال الى محاصرتهم ومهاجمتهم بقنابل الصوت والغاز ما ادى الى اصابة عدد كبير منهم بجروح وحالات اختناق، فيما لحقت اضرار بسجاد ومحتويات المسجد. وذكر حراس المسجد الأقصى أن العشرات من المرابطين اصيبوا بحالات اختناق بعد رشهم بغاز الفلفل السام داخل المسجد القبلي، فيما اصيب 20 شابا بالأعيرة المعدنية وشظايا القنابل الصوتية. وقد تمكنت هذه القوات من اخراج معظم المرابطين في المسجد خارج اسواره. وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني أن أحد الشبان الذين تم محاصرتهم داخل المسجد القبلي اصيب بعيار معدني بالرأس، وتم نقله الى المستشفى، فيما اعترفت شرطة الاحتلال باصابة اربعة من عناصرها جراء رشقهم بقطع الطوب والحجارة خلال المواجهات التي شهدتها ساحات المسجد الاقصى أمس. وكانت قوات الاحتلال فرضت قيودا مشددة على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى منذ ساعات صباح الثلاثاء، حيث منعت دخول كافة النساء والرجال ممن هم دون الستين عاماً، فيما تمكنت بقوة السلاح من اخراج الكثير من المرابطين الى خارج الأسوار والحارات بمن فيهم حراس الأقصى. من جهته ذكر مدير عام أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب أن دائرة الأوقاف تقدمت الثلاثاء بطلب رسمي الى شرطة الاحتلال لاغلاق باب المغاربة أمس الأربعاء ومنع ادخال المتطرفين الى الأقصى حفاظا على قدسية المكان وعلى الوضع العام، الا ان الشرطة لم تستجب لطلبهم، مشيرا الى أنه اطلع السفير الأردني بما جرى في المسجد الأقصى. وفي هذا السياق ذكرت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال اعتقلت ستة مواطنين من القدس واراضي 48، على الاقل بضمنهم مسنان وفتاة جرى الاعتداء عليها بالضرب. كما اعتقلت شرطة الاحتلال الشابة عبير زياد وهي موظفة في الاوقاف أثناء تواجدها عند باب المجلس في محاولة للوصول الى مكان عملها داخل الأقصى. وتناقلت وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي شريطا مسجلا يظهر فيه عناصر شرطة الاحتلال اثناء الاعتداء على الفتاة عبير زياد بعد نزع الحجاب عنها وجرها من شعرها في ازقة البلدة القديمة من القدس دون اكتراث لصراخها، اضافة للاعتداء على كل من حاول تخليصها من بين ايديهم. وفي وقت لاحق، تمكن المرابطون في محيط المسجد الأقصى ظهر أمس من دخول باحاته، مكبّرين ومرددين الشعارات التي تدعو الى حمايته والدفاع عنه. وفي سياق انتهاكات سلطات الاحتلال لحرمة المقدسات الفلسطينية فقد قررت اغلاق الحرم الابراهيمي الشريف في مدينة الخليل بالكامل في وجه المصلين المسلمين ابتداءً من صباح الاحد المقبل ولغاية مساء الاثنين وذلك لاتاحة الفرصة للمستوطنين بالتجول في أروقته وساحاته لمناسبة ما يسمى "عيد العرش" اليهودي. إلى ذلك، حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس من تحويل الصراع مع (إسرائيل) الى صراع ديني بعد المواجهات التي شهدها المسجد الاقصى أمس. وقال في تصريحات للصحافيين في مكتبه في رام الله "هذه التصرفات الاسرائيلية تحاول ان تجعل الصراع هنا صراعا دينيا وهي تعرف ونحن نعرف والعالم يعرف خطورة استعمال الدين في الصراعات السياسية." وأضاف "لابد أن نرى جميعا ما يحيط بنا.. ماذا يحصل من حولنا وعلى إسرائيل أن تنتبه إلى هذا وأن تفهم أن مثل هذه الخطوات محفوفة بالمخاطر عليها وعلى غيرها." وقال عباس "تتزايد في هذه الايام الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الاقصى يقودها المتطرفون والمستوطنون برعاية الحكومة الاسرائيلية." واتهم عباس (اسرائيل) بمحاولة فرض الامر الواقع في الاقصى وقال "وفي كل يوم نجد هؤلاء يحاولون الدخول الى المسجد بكل الوسائل من اجل ان يثبتوا ما يريدون من امر واقع." وأضاف "الامر الواقع الذي تسعى اليه اسرائيل هو التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى بحجج ان لها فيه نصيباً وهذه حجج واهية وكاذبة وتحريف للتاريخ الذي نعرفه جميعا." وتابع "هذا الأمر لا يمكن السكوت عليه."